[size=29]المحبة
هي الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها. وعندما سئل السيد المسيح عن
الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة" تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن
كل فكرك، ومن كل قدرتك.. وتحب قريبك كنفسك" " وبهذا يتعلق الناموس كله
والأنبياء".
وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية،
محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض. وهكذا قال
لرسله القديسين: "بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو
بعض".. وبهذا علمنا أن نحب الله، ونحب الخير.. ونطيع الله من أجل محبتنا
له، ومحبتنا لوصاياه..
تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. إن الخوف يربى عبيداً، أما الحب
فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو
وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.
وفى إحدى المرات قال القديس العظيم الأنبا انطونيوس لتلاميذه: (يا أولادى،
أنا لا أخاف الله). فلما تعجبوا قائلين: (هذا الكلام صعب يا أبانا)، حينئذ
أجابهم القديس بقوله: (ذلك لأننى أحبه، والحب يطرح الخوف إلى خارج).
والإنسان الذي يصل إلى محبة الله، لا تقوى عليه الخطية. يحاربه الشياطين من
الخارج، وتتحطم كل سهامهم على صخرة محبته. وقد قال الكتاب: "المحبة لا
تسقط أبداً". وقال سليمان الحكيم في سفر النشيد: "المحبة قوية كالموت..
مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة". ولذلك قال القديس أوغسطينوس: (أحبب،
وأفعل بعد ذلك ما تشاء)..
وقد بلغ من أهمية المحبة أنها سارت اسماً لله. فقد قيل في الكتاب المقدس: "الله محبه، من يثبت في الله، والله فيه"..
إن المحبة هي قمة الفضائل جميعاً. هي أفضل من العلم، وأفضل جميع المواهب
الروحية، وأفضل من الإيمان ومن الرجاء.. ولهذا قال بولس الرسول:
إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لى محبة، فقد صرت نحاساً
يطن أو صنجاً يرن، وإن كانت لى نبوءة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان
لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال، وليست لى محبة، فلست شيئاً".
" العلم ينفخ، والمحبة تبنى".
إن الدين ليس ممارسات ولا شكليات ولا فروضاً، ولكنه حب.. وعلى قدر ما في
قلب الإنسان من حب لله وحب للناس وحب للخير، هكذا يكون جزاؤه في اليوم
الأخير..
إن الله لا تهمه أعمال الخير التي يفعلها الناس، إنما يهمه ما يوجد في تلك الأعمال من حب للخير ومن حب لله..
عن كتاب المحبة قمة الفضائل لقداسة البابا شنودة الثالث
[/size]هي الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها. وعندما سئل السيد المسيح عن
الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة" تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن
كل فكرك، ومن كل قدرتك.. وتحب قريبك كنفسك" " وبهذا يتعلق الناموس كله
والأنبياء".
وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية،
محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض. وهكذا قال
لرسله القديسين: "بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو
بعض".. وبهذا علمنا أن نحب الله، ونحب الخير.. ونطيع الله من أجل محبتنا
له، ومحبتنا لوصاياه..
تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. إن الخوف يربى عبيداً، أما الحب
فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو
وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.
وفى إحدى المرات قال القديس العظيم الأنبا انطونيوس لتلاميذه: (يا أولادى،
أنا لا أخاف الله). فلما تعجبوا قائلين: (هذا الكلام صعب يا أبانا)، حينئذ
أجابهم القديس بقوله: (ذلك لأننى أحبه، والحب يطرح الخوف إلى خارج).
والإنسان الذي يصل إلى محبة الله، لا تقوى عليه الخطية. يحاربه الشياطين من
الخارج، وتتحطم كل سهامهم على صخرة محبته. وقد قال الكتاب: "المحبة لا
تسقط أبداً". وقال سليمان الحكيم في سفر النشيد: "المحبة قوية كالموت..
مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة". ولذلك قال القديس أوغسطينوس: (أحبب،
وأفعل بعد ذلك ما تشاء)..
وقد بلغ من أهمية المحبة أنها سارت اسماً لله. فقد قيل في الكتاب المقدس: "الله محبه، من يثبت في الله، والله فيه"..
إن المحبة هي قمة الفضائل جميعاً. هي أفضل من العلم، وأفضل جميع المواهب
الروحية، وأفضل من الإيمان ومن الرجاء.. ولهذا قال بولس الرسول:
إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لى محبة، فقد صرت نحاساً
يطن أو صنجاً يرن، وإن كانت لى نبوءة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان
لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال، وليست لى محبة، فلست شيئاً".
" العلم ينفخ، والمحبة تبنى".
إن الدين ليس ممارسات ولا شكليات ولا فروضاً، ولكنه حب.. وعلى قدر ما في
قلب الإنسان من حب لله وحب للناس وحب للخير، هكذا يكون جزاؤه في اليوم
الأخير..
إن الله لا تهمه أعمال الخير التي يفعلها الناس، إنما يهمه ما يوجد في تلك الأعمال من حب للخير ومن حب لله..
عن كتاب المحبة قمة الفضائل لقداسة البابا شنودة الثالث