فضل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنه وقت الربيع و الزهور الجميلة تملأ الشوارع . و في غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" آخر يسير في الاتجاه المضاد شاب يبدو عليه إمارات الفقر و البؤس و الحزن يبكي بحرقة و هو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة و أراد منظمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة و يفسح الطريق للعروسين فإذا "ماريان" تلمح عيني الرجل الحزين و الدموع تنهمر بحرقة منهما فما كان منها إلا أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن و وضعته بلطف على النعش و أمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتى يصل إلى الكنيسة فتأثر الرجل و انخرط في البكاء و بعد مرور عشرين عاما ، اندلعت الثورة الفرنسية و بدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء و النبلاء و أصدر أمرا بإبادة ذوى المكانة من النبلاء و أراد أن يتشفى بمنظرهم لذلك جلس على منصة كبيرة و كان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية وقف أمامه شاب و أخته و أمهما و كان الشاب ثائرا و حاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة و لكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءا فاقتادهم الحارس للسجن و في الثامنة مساءا ، ذهب ليقتادهم للإعدام ولكنه سلم السيدة خطابا.و طلب منها ألا تفتحه إلا بعد الساعة التاسعة فاندهشت السيدة جدا فهذا هو موعد تنفيذ الحكم و لكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا و أركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة و أمر النجار أن يبحر وسط ذهولهم و كانت الساعة قد وصلت التاسعة ففتحت السيدة الخطاب و هي لا تفهم شيئا فوجدت مكتوب فيه " منذ عشرين سنة , في يوم زواجك .وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة و لا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت لذلك أنقذتك من الموت ، أنت و ابنك و ابنتك فهذا دين علي " زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت حقا يا عزيزي إن كان هذا الرجل لم ينس عمل محبة صغير تم منذ عشرين سنة و قدم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير. فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله من تضحية و خدمة و صوم و محبة الاخرين فلا يكافئك عنها ! إن كلمة مشجعة تقولها لإنسان بائس ابتسامة لإنسان حزين عطية صغيرة لإنسان محتاج تترك أعظم الأثر في هذه النفوس
عمل المحبة فى حياتنا
angel- صوت قبطي حر
المساهمات : 2260
التسجيل : 27/10/2010
- مساهمة رقم 1
عمل المحبة فى حياتنا
فضل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنه وقت الربيع و الزهور الجميلة تملأ الشوارع . و في غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" آخر يسير في الاتجاه المضاد شاب يبدو عليه إمارات الفقر و البؤس و الحزن يبكي بحرقة و هو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة و أراد منظمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة و يفسح الطريق للعروسين فإذا "ماريان" تلمح عيني الرجل الحزين و الدموع تنهمر بحرقة منهما فما كان منها إلا أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن و وضعته بلطف على النعش و أمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتى يصل إلى الكنيسة فتأثر الرجل و انخرط في البكاء و بعد مرور عشرين عاما ، اندلعت الثورة الفرنسية و بدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء و النبلاء و أصدر أمرا بإبادة ذوى المكانة من النبلاء و أراد أن يتشفى بمنظرهم لذلك جلس على منصة كبيرة و كان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية وقف أمامه شاب و أخته و أمهما و كان الشاب ثائرا و حاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة و لكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءا فاقتادهم الحارس للسجن و في الثامنة مساءا ، ذهب ليقتادهم للإعدام ولكنه سلم السيدة خطابا.و طلب منها ألا تفتحه إلا بعد الساعة التاسعة فاندهشت السيدة جدا فهذا هو موعد تنفيذ الحكم و لكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا و أركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة و أمر النجار أن يبحر وسط ذهولهم و كانت الساعة قد وصلت التاسعة ففتحت السيدة الخطاب و هي لا تفهم شيئا فوجدت مكتوب فيه " منذ عشرين سنة , في يوم زواجك .وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة و لا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت لذلك أنقذتك من الموت ، أنت و ابنك و ابنتك فهذا دين علي " زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت حقا يا عزيزي إن كان هذا الرجل لم ينس عمل محبة صغير تم منذ عشرين سنة و قدم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير. فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله من تضحية و خدمة و صوم و محبة الاخرين فلا يكافئك عنها ! إن كلمة مشجعة تقولها لإنسان بائس ابتسامة لإنسان حزين عطية صغيرة لإنسان محتاج تترك أعظم الأثر في هذه النفوس