سلام المسيح للعالم كله
ـ السلام هو عطية الله :
لقد خلق الله الإنسان الأول على صورته ومثاله وضعه
في الفردوس
وكان يعيش حياة القداسة والسلام والبر مع الله ومع الآخرين ومع نفسه
فالإنسان بطبيعته الأولى هو مسالم وقديس وبار لأنه خلق على صورة الله ومثاله ولكن بمخالفته الوصية التي
كان سببها الشيطان حدثت الخصومة ما بينه وما بين الله ولذلك فقد الصورة
التي خلق عليها مما أدى إلى فقده القداسة والسلام والبر فدخل الخوف إلى
طبيعته مما أدى إلى اختفائه وراء الأشجار لدى سماعه صوت الرب ونتيجة لذلك
وجد حاجز ما بين الله والإنسان و كان لا بد من عودة الإنسان إلى حالته
الأولى وأن ينقض هذا الحاجز الذي رمز إليه في الهيكل لكي تكون له الثقة
بالدخول إلى الأقداس فكانت هناك ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم وذبائح أخرى
تقدم رمزا لوفاء العدل الإلهي لكي ترضي الله فتبدل الرمز بالمرموز عندما
أرسل الله ابنه الوحيد سيدنا يسوع المسيح لينقض هذا الحاجز ويعيد الإنسان
إلى رتبته الأولى فصالحنا بدمه الكريم على الصليب بعمل الكفارة والفداء
كقول الرسول بولس " أنتم الذين كنتم بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح لأنه هو
سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة " /
أفسس 2 : 13 ـ 15 / و " بذلك أصبح المسيح هو سلامنا بل رئيس السلام " /
أشعياء 9 : 6 / .
فالسيد المسيح هو رسول السلام وإله السلام كما بشر الملائكة بميلاده قائلين
" المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " وكما قال عنه
أشعياء النبي وفي عمله الفدائي على الصليب سالمنا مع الله وأعاد الإنسان
إلى رتبته الأولى إلى حالة البر والقداسة والسلام ولم يترك المسيح كنيسته
وحدها بل وعدها بأنه سيبقى معها إلى انقضاء الدهر وترك فيها سلامه بدليل
قوله لتلاميذه " سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطيكم العالم أعطيكم
أنا " / يوحنا 14 : 27 / إذا فالسلام عطية روحية وتركة مقدسة لكل البنين
يهبها الله لأولاده كما قال المرتل " الرب يعطي شعبه قوة الرب يبارك شعبه
بالسلام " / مزمور 29 : 11 / وفي العهد الجديد يقول بولس الرسول : " فكل
الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة " / غلاطية 6 : 16 /
ـ المسيحية والسلام :
ليست المسيحية دعوة إلى الضيق والحزن بل هي على العكس
رسالة التحرر والفرح " ليس ملكوت الله أكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح
الروح القدس " / رومية 14 : 17 / وملكوت الله ليس هو الملكوت المنتظر في
الدهر الآتي فحسب بل هو الملكوت الذي نحيا فيه من الآن ونأخذ عربونه " ها
ملكوت الله داخلكم " /لوقا 17 : 21 / فالمسيحية هي رسالة الفرح كما قال
بولس الرسول " افرحوا في الرب كل حين " / فيلبي 4 : 4 / ويصحب الفرح سلام
الله الداخلي الذي يملأ قلب الإنسان .
فالسلام إذا هو ثمرة الإيمان الأولى " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع
الله بربنا يسوع المسيح " / رومية 5 : 1/ إنه ثمرة الإيمان الأولى لأن
أساسه دم الفادي والمخلص " صانعا سلاما بدم صليبه " / كو 1 : 2 / فإذا كان
السلام من ثمار الإيمان الحق ففقدان السلام من ثمار الخطية والتي حين تنضج
تؤدي بالإنسان إلى اليأس وقطع الرجاء وربما إلى التخلص من الحياة كلها
ويقول النبي داود في ذلك " ليست في عظامي سلامة من جهة خطيئتي " / مز 38 :
3 / . والإنسان المؤمن يجب أن يعيش حياة سلام وبر وقداسة لأنه أصبح أبنا
لله وأن يسعى طوال حياته نحو السلام لكي لا يفقد هذه البنوة فيصبح من عداد
الأشرار الذين سينالون العذاب الأبدي ، ولا يستطيع الإنسان أن يتكل على
نفسه ليحقق سلامه إلا عندما يكون نقي القلب وطاهر الفكر مرتبطا مع الله
مبتعدا عن شهوات الجسد ومثيراتها التي هي ضد الروح وهذا ما نراه في حياة
آباء الكنيسة الأوائل الذين صلبوا شهوات الجسد ليحيوا بالروح مع الله لئلا
يفقدوا هذه الرابطة المتينة التي أقاموها مع الله فنجدهم دائما يحاربون
العالم وأباطيله ويدافعون عن الكنيسة بدمائهم حتى أصبحوا في عداد الشهداء
الذين قدموا نفوسهم من أجل الكنيسة لتبقى بسلام دائم فأصبحت دماؤهم بذارا
للإيمان ولنا مثال على ذلك حياة القديسين والقديسات وعدد لا يحصى من
الشهداء والشهيدات والمعترفين والمعترفات أمثال اسطفانس الشهيد وبطرس
الرسول ومار جرجس والشهيدة بر بارة والقديسة تقلا ، الذين أرادوا أن تبقى
كنيسة الله طاهرة نقية لا عيب فيها ولا غضن .
سلام المسيح كيف نعيشه :
إن السلام الذي زرعه السيد المسيح في الكنيسة وفي نفوس أبنائه سلام لا مثيل
له يجعل من النفس مطمئنة وهادئة تعيش معه سعادة وغبطة رغم كل الظروف
القاسية التي تمر بها لأنه معنا ومع كنيسته حتى انقضاء الدهر وبهذه القوة
يجب على الخادم في الكنيسة والمرشد الروحي والكاهن والرجل المؤمن والإمرأة
الفاضلة والابن الشاطر أن يسيروا بقوة ودافع هذا الإيمان الراسخ في قلبهم
فلا يخافون موتاً ولا اضطهاداً والرب أعطى الطوبى والهناء والسعادة
للمضطهدين من أجل اسمه وأن مكافأتهم ستكون عظيمة لأنهم يسعون لتحقيق المحبة
والألفة والسلام بين البشر وبذلك يكونون دعاة سلام حقيقيين وبالتالي
أولاداً لله وعلينا جميعاًأن نتحلّى بالمحبة
والتواضع والإيمان وأن تكون علاقتنا مع الله علاقة سلام واطمئنان لا علاقة
تشويش واضطراب ولا ابتعاد عنه ( لأنني إن لم أكن صالحاً لا أستطيع أن أصلح
الآخرين ) " القلب الصالح يخرج الصالحات والقلب الشرير يخرج الشرور "
ليجعلنا إلهنا بالحقيقة رسل سلام لأننا أولاد ملك السلام
___________________________________________________
ـ السلام هو عطية الله :
لقد خلق الله الإنسان الأول على صورته ومثاله وضعه
في الفردوس
وكان يعيش حياة القداسة والسلام والبر مع الله ومع الآخرين ومع نفسه
فالإنسان بطبيعته الأولى هو مسالم وقديس وبار لأنه خلق على صورة الله ومثاله ولكن بمخالفته الوصية التي
كان سببها الشيطان حدثت الخصومة ما بينه وما بين الله ولذلك فقد الصورة
التي خلق عليها مما أدى إلى فقده القداسة والسلام والبر فدخل الخوف إلى
طبيعته مما أدى إلى اختفائه وراء الأشجار لدى سماعه صوت الرب ونتيجة لذلك
وجد حاجز ما بين الله والإنسان و كان لا بد من عودة الإنسان إلى حالته
الأولى وأن ينقض هذا الحاجز الذي رمز إليه في الهيكل لكي تكون له الثقة
بالدخول إلى الأقداس فكانت هناك ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم وذبائح أخرى
تقدم رمزا لوفاء العدل الإلهي لكي ترضي الله فتبدل الرمز بالمرموز عندما
أرسل الله ابنه الوحيد سيدنا يسوع المسيح لينقض هذا الحاجز ويعيد الإنسان
إلى رتبته الأولى فصالحنا بدمه الكريم على الصليب بعمل الكفارة والفداء
كقول الرسول بولس " أنتم الذين كنتم بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح لأنه هو
سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة " /
أفسس 2 : 13 ـ 15 / و " بذلك أصبح المسيح هو سلامنا بل رئيس السلام " /
أشعياء 9 : 6 / .
فالسيد المسيح هو رسول السلام وإله السلام كما بشر الملائكة بميلاده قائلين
" المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " وكما قال عنه
أشعياء النبي وفي عمله الفدائي على الصليب سالمنا مع الله وأعاد الإنسان
إلى رتبته الأولى إلى حالة البر والقداسة والسلام ولم يترك المسيح كنيسته
وحدها بل وعدها بأنه سيبقى معها إلى انقضاء الدهر وترك فيها سلامه بدليل
قوله لتلاميذه " سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطيكم العالم أعطيكم
أنا " / يوحنا 14 : 27 / إذا فالسلام عطية روحية وتركة مقدسة لكل البنين
يهبها الله لأولاده كما قال المرتل " الرب يعطي شعبه قوة الرب يبارك شعبه
بالسلام " / مزمور 29 : 11 / وفي العهد الجديد يقول بولس الرسول : " فكل
الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة " / غلاطية 6 : 16 /
ـ المسيحية والسلام :
ليست المسيحية دعوة إلى الضيق والحزن بل هي على العكس
رسالة التحرر والفرح " ليس ملكوت الله أكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح
الروح القدس " / رومية 14 : 17 / وملكوت الله ليس هو الملكوت المنتظر في
الدهر الآتي فحسب بل هو الملكوت الذي نحيا فيه من الآن ونأخذ عربونه " ها
ملكوت الله داخلكم " /لوقا 17 : 21 / فالمسيحية هي رسالة الفرح كما قال
بولس الرسول " افرحوا في الرب كل حين " / فيلبي 4 : 4 / ويصحب الفرح سلام
الله الداخلي الذي يملأ قلب الإنسان .
فالسلام إذا هو ثمرة الإيمان الأولى " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع
الله بربنا يسوع المسيح " / رومية 5 : 1/ إنه ثمرة الإيمان الأولى لأن
أساسه دم الفادي والمخلص " صانعا سلاما بدم صليبه " / كو 1 : 2 / فإذا كان
السلام من ثمار الإيمان الحق ففقدان السلام من ثمار الخطية والتي حين تنضج
تؤدي بالإنسان إلى اليأس وقطع الرجاء وربما إلى التخلص من الحياة كلها
ويقول النبي داود في ذلك " ليست في عظامي سلامة من جهة خطيئتي " / مز 38 :
3 / . والإنسان المؤمن يجب أن يعيش حياة سلام وبر وقداسة لأنه أصبح أبنا
لله وأن يسعى طوال حياته نحو السلام لكي لا يفقد هذه البنوة فيصبح من عداد
الأشرار الذين سينالون العذاب الأبدي ، ولا يستطيع الإنسان أن يتكل على
نفسه ليحقق سلامه إلا عندما يكون نقي القلب وطاهر الفكر مرتبطا مع الله
مبتعدا عن شهوات الجسد ومثيراتها التي هي ضد الروح وهذا ما نراه في حياة
آباء الكنيسة الأوائل الذين صلبوا شهوات الجسد ليحيوا بالروح مع الله لئلا
يفقدوا هذه الرابطة المتينة التي أقاموها مع الله فنجدهم دائما يحاربون
العالم وأباطيله ويدافعون عن الكنيسة بدمائهم حتى أصبحوا في عداد الشهداء
الذين قدموا نفوسهم من أجل الكنيسة لتبقى بسلام دائم فأصبحت دماؤهم بذارا
للإيمان ولنا مثال على ذلك حياة القديسين والقديسات وعدد لا يحصى من
الشهداء والشهيدات والمعترفين والمعترفات أمثال اسطفانس الشهيد وبطرس
الرسول ومار جرجس والشهيدة بر بارة والقديسة تقلا ، الذين أرادوا أن تبقى
كنيسة الله طاهرة نقية لا عيب فيها ولا غضن .
سلام المسيح كيف نعيشه :
إن السلام الذي زرعه السيد المسيح في الكنيسة وفي نفوس أبنائه سلام لا مثيل
له يجعل من النفس مطمئنة وهادئة تعيش معه سعادة وغبطة رغم كل الظروف
القاسية التي تمر بها لأنه معنا ومع كنيسته حتى انقضاء الدهر وبهذه القوة
يجب على الخادم في الكنيسة والمرشد الروحي والكاهن والرجل المؤمن والإمرأة
الفاضلة والابن الشاطر أن يسيروا بقوة ودافع هذا الإيمان الراسخ في قلبهم
فلا يخافون موتاً ولا اضطهاداً والرب أعطى الطوبى والهناء والسعادة
للمضطهدين من أجل اسمه وأن مكافأتهم ستكون عظيمة لأنهم يسعون لتحقيق المحبة
والألفة والسلام بين البشر وبذلك يكونون دعاة سلام حقيقيين وبالتالي
أولاداً لله وعلينا جميعاًأن نتحلّى بالمحبة
والتواضع والإيمان وأن تكون علاقتنا مع الله علاقة سلام واطمئنان لا علاقة
تشويش واضطراب ولا ابتعاد عنه ( لأنني إن لم أكن صالحاً لا أستطيع أن أصلح
الآخرين ) " القلب الصالح يخرج الصالحات والقلب الشرير يخرج الشرور "
ليجعلنا إلهنا بالحقيقة رسل سلام لأننا أولاد ملك السلام
___________________________________________________