اعداد نسرين عبد الرحمن الخياط
نشأتها
ولدت بربارة من ابوين وثنيين (توفيت والدتها وهي صغيرة) وهم من الطبقة الأرستقراطية في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية في آسيا الصغرى (تركيا) في أوائل القرن الثالث في عهد الملك الطاغي مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236م، وكانت وحيدة والدها ويخاف عليها لأن كانت تتصف بجمال فائق حيث بنى لها قصرا فخماً به كل وسائل الراحة والترفيه، ويحيط به العسكر.
سيرتها
كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية حيث ملأ القصر بالأصنام وكان يكره المسيحين
تذكر مصادر أن القد يسة بربارة تلقنت العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة مما قادها البحث عن الإله الحقيقي.
كان خدامها المسيحيون قد أخبروها عن العالم الكبير في ذلك العصر وهو أوريجانس فاشتاقت أن تلتقي به وبالفعل التقت به وحدثها عن الانجيل وتعلق قلبها بالسيد يسوع المسيح فنذرت حياتها للمسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها ، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة.
تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافرًا لقضاء عمل ولحين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها. طلبت منه أن يبني لها حمامًا قبل سفره، فلبَّى طلبها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة القصركما فتحت نافذة ثالثة في الحمام، إذ حطمت كل الأوثان.، وأقامت صليبًا على الحمام وعلى أعلى
عذاباتها
عندما رجع والدها من السفر سألها عن سبب التغيير الذي حصل، وصارت تُكرز له بالإيمان بالثالوث، وكيف يجب أن نؤمن بالثالوث الأقدس(الاله الواحد) ، فاشتّد غضبًا وأخذ يوبخها، أما هي فلم تبا لِ بل كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول.
أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته وهناك وضعها في قبوٍ مظلم .
روى ديسقورس للحاكم ما جرى وطلب منه أن يعذبها، لكن إذ رآها مرقيان تعلق قلبه بها جدًا وصار يوبخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أما هي ففي شجاعة تحدثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح.
جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدماء، كما كانوا يمزقون جسدها بمخارز مسننة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحًا خشنة على جسدها الممزق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ. إذ كانت تشعر بثقل الآلام، ظهر لها السيد المسيح نفسه وعزاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهللت نفسها. استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في دنائة أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها ، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها صديقتها يوليانة وسط العذابات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل.
قسوة الأب
أمر مرقيان الحاكم (مركيانوس) بقطع رأس بربارة وصديقتها يوليانة بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد.
استشهادها
استشهدت القديسة بربارة في 4 كانون الأول 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر.
للقديسة بربارة منزلة مرموقة بين القديسات في بلاد الشرق والغرب.
تدمير كنيسة القديسة بربارة في عابود
من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي
قام الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الموافق 31/5/2002 وفي تمام الساعة التاسعة مساء بتفجير مقام القديسة بربارة الواقع على تلة في عابود، وهو مقام ديني حيوي، تجري فيه الصلوات كل عام في عيد القديسة بربارة، ويتكوّن من معبد صغير يضيء فيه المؤمنون القناديل ويصلّون في داخله، وقد طال التفجير والدمار هذا المعبد الصغير كاملاً وأصبح رجم حجارة متناثرة. فعم احتجاج واسع على هذا العمل الإجرامي، وتمّ نشر هذا الخبر بوساطة وسائل الإعلام بشكل ملفت للنظر، وأيضاً في الصحافة المحلية والإسرائيلية والأجنبية، حيث قدم العديد من الصحفيين يمثلون مختلف المحطات والوكالات ليعاينوا الموقع ويصورونه، والبعض الآخر أجرى المقابلات عبر الهاتف مع كاهن الرعية ومع رئيس المجلس المحلي، الأمر الذي استدعى قدوم بعض قادة جيش الاحتلال للتحقق مما جرى، وقد قدّموا الأعذار والمبررات على فعلتهم الشنعاء هذه.
نبذة تاريخية عن موقع كنيسة القديسة بربارة
تقع كنيسة أو دير القديسة بربارة على تلة صخرية إلى الغرب من قرية عابود بمسافة كيلو متر واحد، وكانت تقع إلى جانب الطريق الرومانية القديمة التي كانت تصل القدس برأس العين (أنتيباترس). ويعود إنشاء الكنيسة حسب رأي بعض علماء الآثار إلى القرن السادس ميلادي بينما باحث آخر يقول أنها تعود إلى القرن الثامن (الفترة العباسية)، ولكن حسب التراث المتناقل يُعتقد أنها ذات جذور بيزنطية، إلى القرن الرابع.
يوجد في الموقع بناء متكامل (يمكن أن يكون الدير) مكوّن من ثلاث غرف، والغرفة الوسطى فيه هي كنيسة مستطيلة الشكل (طول 14 متر، وعرض 7 متر)، ولم يبقى منها سوى الأساسات وهي مدفونة اليوم بالتراب. بالإضافة إلى نوعين من الأرضيات الفسيفسائية (غير ظاهرة اليوم). وهناك في أسفل الكنيسة مجموعة من المغائر والكهوف، حيث تقول الرواية المنقولة والتقاليد الكنسية أن إحدى هذه المغائر كانت سكناً للقديسة بربارة أو لربما سجنها، ولا يزال الموقع مستخدماً لغاية اليوم، إلى أن فجّرته القوات الإسرائيلية بتاريخ 31/5/2002، وكانت عادة سكان القرية أن يذهبوا للصلاة هناك مرة كل عام ضمن مسيرة واحتفال كبيرين وذلك في يوم عيد القديسة بربارة، بالإضافة إلى أن سكان القرية يجلّون هذا الموقع ويذهبون إما للتنزه أو للصلاة هناك حيث يضيئون القناديل والشموع داخل هذا الكهف الذي نسفته قوات الاحتلال.
ومما يشير إلى سكن الرهبان في هذا الموقع وجود آثار حُفر في الصخر تشير إلى استخدامها في عصر العنب، حيث كان عصر العنب من مهمات الرهبان فقط في الأديرة في ذلك الوقت.
التقليد المتوارث منذ العصور القديمة ولغاية اليوم يقول أن المكان هو مكان سكن القديسة بربارة بعد هربها من والدها الذي كان يضطهدها لاعتناقها المسيحية، وفيما بعد أصبح مكان سجنها وتعذيبها، ومن ثم أصبح ديراً وكنيسة باسمها. وحسب الرواية الكنيسة الأرثوذكسية فإن السيد المسيح كان قد ظهر للقديسة بربارة في هذا الكهف بالذات الذي كان مكان سجنها ليشجعها، وبالتالي هذا المكان مقدس لأن السيد المسيح قد ظهر فيه.
ثم هنالك مجموعة من الصلبان والأحرف اليونانية المحفورة على الحجارة بكثرة في ذلك الموقع. مما يثبت قدسية المكان، حيث كانت من عادة الحجاج في قديم الزمان أن يكتبوا أو يحفروا عبارات وصلبان على حجارة وجدران الأماكن التي يعدونها مقدسة ويحجون إليها كنوع من التبارك بحجارة ذلك المكان المقدس.
تدمير كنيسة القديسة بربارة في عابود
عبر الصور
ما قبل التفجيرالقديسة بربارة في عابود مقام
المقام بعد التفجير من قبل الجيش الإسرائيلي في 31 أيار 2002
المراسيم في بلاد الشرق
جرت العادة في بلادنا الشرقية أن يحتفل المسيحيون بعيدها بكل غبطة وفرح..فيأكلون بهذه المناسبة أصناف الحلويات ولاسيما القمح المسلوق المخلوط بالبقولات ...وفي بعض البلدان ..مثل لبنان... يتجول الأطفال بأزياء مضحكة يطلق عليها(المساخر)....ويرمز القمح المسلوق الى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة ...أما لبس (المساخر) فمن باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام..........؟
تحتفل مرمريتا في سوريا يوم 4 كانون الأول من كل سنة وتنفرد في هذا العيد بتقاليد خاصة تتميز بها عن باقي القرى المحيطة ....هذا العيد هو عيد القديسة بربارة الطاهرة....وأما التقاليد المميزة التي تضفي على هذا العيد رونقا وجمالا فهي ....تبدأفي الليلة السابقة اي في ليلة 3 كانون الاول
اذ يخرج شباب الضيعة وفتياتها مساءا في ازياء تنكرية جميلة ويطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين وهؤلاء الصبية والفتيات هم ما يسمون زوزاحين وهي تسمية قديمة تنبع من تراث مرمريتا نفسها ويردد الصبية والصبيات في تلك الليلة الجميلة المقولة التراثية ايضا زوزاحين....زوزاحين.....بدنا زيت وبدنا طحين ويأخذون من بيوت الاقارب بعضا من الحلويات والمأكولات اي ما يشبه (العيدية)
كما وقد جرت العادة بأن تقوم نسوة القرية بصنع العوامةالفويشات اللذيذة ولهذه الحلوى دلالة دينية قديمة تعود الى القديسة بربارة وهي تدل على جسد القديسة الذي تناثر اشلاء بين الدماء كما تتناثر الفويشات في الزيت
لذا احرصو على صنع الفويشات بالبيت لأن طريقة صنعها تعبر عن العيد وليس طريقة تناولها.
أما في كرمليس (كرملش) الجارة الحبيبة لبغديدا العزيزة فهي تقوم ايضا بإقامة المراسيم والذبيحة الإلهية في يوم 4 كانون الاول بمناسبة عيد القديسة بربارة (شفيعة كرمليس) في الكنيسة الموجودة (القائمة) على تل البربارة المطل على كرمليس ويقومون بالتطواف حول الكنيسة وعلى التل......كل عام والجميع بألف خير.
تل البربارة
نشأتها
ولدت بربارة من ابوين وثنيين (توفيت والدتها وهي صغيرة) وهم من الطبقة الأرستقراطية في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية في آسيا الصغرى (تركيا) في أوائل القرن الثالث في عهد الملك الطاغي مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236م، وكانت وحيدة والدها ويخاف عليها لأن كانت تتصف بجمال فائق حيث بنى لها قصرا فخماً به كل وسائل الراحة والترفيه، ويحيط به العسكر.
سيرتها
كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية حيث ملأ القصر بالأصنام وكان يكره المسيحين
تذكر مصادر أن القد يسة بربارة تلقنت العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة مما قادها البحث عن الإله الحقيقي.
كان خدامها المسيحيون قد أخبروها عن العالم الكبير في ذلك العصر وهو أوريجانس فاشتاقت أن تلتقي به وبالفعل التقت به وحدثها عن الانجيل وتعلق قلبها بالسيد يسوع المسيح فنذرت حياتها للمسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها ، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة.
تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافرًا لقضاء عمل ولحين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها. طلبت منه أن يبني لها حمامًا قبل سفره، فلبَّى طلبها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة القصركما فتحت نافذة ثالثة في الحمام، إذ حطمت كل الأوثان.، وأقامت صليبًا على الحمام وعلى أعلى
عذاباتها
عندما رجع والدها من السفر سألها عن سبب التغيير الذي حصل، وصارت تُكرز له بالإيمان بالثالوث، وكيف يجب أن نؤمن بالثالوث الأقدس(الاله الواحد) ، فاشتّد غضبًا وأخذ يوبخها، أما هي فلم تبا لِ بل كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول.
أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته وهناك وضعها في قبوٍ مظلم .
روى ديسقورس للحاكم ما جرى وطلب منه أن يعذبها، لكن إذ رآها مرقيان تعلق قلبه بها جدًا وصار يوبخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أما هي ففي شجاعة تحدثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح.
جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدماء، كما كانوا يمزقون جسدها بمخارز مسننة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحًا خشنة على جسدها الممزق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ. إذ كانت تشعر بثقل الآلام، ظهر لها السيد المسيح نفسه وعزاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهللت نفسها. استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في دنائة أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها ، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها صديقتها يوليانة وسط العذابات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل.
قسوة الأب
أمر مرقيان الحاكم (مركيانوس) بقطع رأس بربارة وصديقتها يوليانة بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد.
استشهادها
استشهدت القديسة بربارة في 4 كانون الأول 303 م وجسدها موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر.
للقديسة بربارة منزلة مرموقة بين القديسات في بلاد الشرق والغرب.
تدمير كنيسة القديسة بربارة في عابود
من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي
قام الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الموافق 31/5/2002 وفي تمام الساعة التاسعة مساء بتفجير مقام القديسة بربارة الواقع على تلة في عابود، وهو مقام ديني حيوي، تجري فيه الصلوات كل عام في عيد القديسة بربارة، ويتكوّن من معبد صغير يضيء فيه المؤمنون القناديل ويصلّون في داخله، وقد طال التفجير والدمار هذا المعبد الصغير كاملاً وأصبح رجم حجارة متناثرة. فعم احتجاج واسع على هذا العمل الإجرامي، وتمّ نشر هذا الخبر بوساطة وسائل الإعلام بشكل ملفت للنظر، وأيضاً في الصحافة المحلية والإسرائيلية والأجنبية، حيث قدم العديد من الصحفيين يمثلون مختلف المحطات والوكالات ليعاينوا الموقع ويصورونه، والبعض الآخر أجرى المقابلات عبر الهاتف مع كاهن الرعية ومع رئيس المجلس المحلي، الأمر الذي استدعى قدوم بعض قادة جيش الاحتلال للتحقق مما جرى، وقد قدّموا الأعذار والمبررات على فعلتهم الشنعاء هذه.
نبذة تاريخية عن موقع كنيسة القديسة بربارة
تقع كنيسة أو دير القديسة بربارة على تلة صخرية إلى الغرب من قرية عابود بمسافة كيلو متر واحد، وكانت تقع إلى جانب الطريق الرومانية القديمة التي كانت تصل القدس برأس العين (أنتيباترس). ويعود إنشاء الكنيسة حسب رأي بعض علماء الآثار إلى القرن السادس ميلادي بينما باحث آخر يقول أنها تعود إلى القرن الثامن (الفترة العباسية)، ولكن حسب التراث المتناقل يُعتقد أنها ذات جذور بيزنطية، إلى القرن الرابع.
يوجد في الموقع بناء متكامل (يمكن أن يكون الدير) مكوّن من ثلاث غرف، والغرفة الوسطى فيه هي كنيسة مستطيلة الشكل (طول 14 متر، وعرض 7 متر)، ولم يبقى منها سوى الأساسات وهي مدفونة اليوم بالتراب. بالإضافة إلى نوعين من الأرضيات الفسيفسائية (غير ظاهرة اليوم). وهناك في أسفل الكنيسة مجموعة من المغائر والكهوف، حيث تقول الرواية المنقولة والتقاليد الكنسية أن إحدى هذه المغائر كانت سكناً للقديسة بربارة أو لربما سجنها، ولا يزال الموقع مستخدماً لغاية اليوم، إلى أن فجّرته القوات الإسرائيلية بتاريخ 31/5/2002، وكانت عادة سكان القرية أن يذهبوا للصلاة هناك مرة كل عام ضمن مسيرة واحتفال كبيرين وذلك في يوم عيد القديسة بربارة، بالإضافة إلى أن سكان القرية يجلّون هذا الموقع ويذهبون إما للتنزه أو للصلاة هناك حيث يضيئون القناديل والشموع داخل هذا الكهف الذي نسفته قوات الاحتلال.
ومما يشير إلى سكن الرهبان في هذا الموقع وجود آثار حُفر في الصخر تشير إلى استخدامها في عصر العنب، حيث كان عصر العنب من مهمات الرهبان فقط في الأديرة في ذلك الوقت.
التقليد المتوارث منذ العصور القديمة ولغاية اليوم يقول أن المكان هو مكان سكن القديسة بربارة بعد هربها من والدها الذي كان يضطهدها لاعتناقها المسيحية، وفيما بعد أصبح مكان سجنها وتعذيبها، ومن ثم أصبح ديراً وكنيسة باسمها. وحسب الرواية الكنيسة الأرثوذكسية فإن السيد المسيح كان قد ظهر للقديسة بربارة في هذا الكهف بالذات الذي كان مكان سجنها ليشجعها، وبالتالي هذا المكان مقدس لأن السيد المسيح قد ظهر فيه.
ثم هنالك مجموعة من الصلبان والأحرف اليونانية المحفورة على الحجارة بكثرة في ذلك الموقع. مما يثبت قدسية المكان، حيث كانت من عادة الحجاج في قديم الزمان أن يكتبوا أو يحفروا عبارات وصلبان على حجارة وجدران الأماكن التي يعدونها مقدسة ويحجون إليها كنوع من التبارك بحجارة ذلك المكان المقدس.
تدمير كنيسة القديسة بربارة في عابود
عبر الصور
ما قبل التفجيرالقديسة بربارة في عابود مقام
المقام بعد التفجير من قبل الجيش الإسرائيلي في 31 أيار 2002
المراسيم في بلاد الشرق
جرت العادة في بلادنا الشرقية أن يحتفل المسيحيون بعيدها بكل غبطة وفرح..فيأكلون بهذه المناسبة أصناف الحلويات ولاسيما القمح المسلوق المخلوط بالبقولات ...وفي بعض البلدان ..مثل لبنان... يتجول الأطفال بأزياء مضحكة يطلق عليها(المساخر)....ويرمز القمح المسلوق الى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة ...أما لبس (المساخر) فمن باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام..........؟
تحتفل مرمريتا في سوريا يوم 4 كانون الأول من كل سنة وتنفرد في هذا العيد بتقاليد خاصة تتميز بها عن باقي القرى المحيطة ....هذا العيد هو عيد القديسة بربارة الطاهرة....وأما التقاليد المميزة التي تضفي على هذا العيد رونقا وجمالا فهي ....تبدأفي الليلة السابقة اي في ليلة 3 كانون الاول
اذ يخرج شباب الضيعة وفتياتها مساءا في ازياء تنكرية جميلة ويطوفون على بيوت الجيران والاقارب والاصدقاء ويعيدونهم راقصين مبتهجين وهؤلاء الصبية والفتيات هم ما يسمون زوزاحين وهي تسمية قديمة تنبع من تراث مرمريتا نفسها ويردد الصبية والصبيات في تلك الليلة الجميلة المقولة التراثية ايضا زوزاحين....زوزاحين.....بدنا زيت وبدنا طحين ويأخذون من بيوت الاقارب بعضا من الحلويات والمأكولات اي ما يشبه (العيدية)
كما وقد جرت العادة بأن تقوم نسوة القرية بصنع العوامةالفويشات اللذيذة ولهذه الحلوى دلالة دينية قديمة تعود الى القديسة بربارة وهي تدل على جسد القديسة الذي تناثر اشلاء بين الدماء كما تتناثر الفويشات في الزيت
لذا احرصو على صنع الفويشات بالبيت لأن طريقة صنعها تعبر عن العيد وليس طريقة تناولها.
أما في كرمليس (كرملش) الجارة الحبيبة لبغديدا العزيزة فهي تقوم ايضا بإقامة المراسيم والذبيحة الإلهية في يوم 4 كانون الاول بمناسبة عيد القديسة بربارة (شفيعة كرمليس) في الكنيسة الموجودة (القائمة) على تل البربارة المطل على كرمليس ويقومون بالتطواف حول الكنيسة وعلى التل......كل عام والجميع بألف خير.
تل البربارة