تبقى قضية مقتل سيد بلال، أحد القيادات السلفية، منذ شهور على يد جهاز أمن الدولة المنحل الأمر المثير للحيرة والجدل، حول سيناريو هذه الأجهزة لتشويه الحركة السلفية، الذى فشل بوفاة «بلال»، الذى أرادت الأجهزة نيل اعتراف مكتوب بأنه وراء حادث «القديسين» وحول ملابسات الحادث، خاصة أن القضية مازالت غامضة عن الرأى العام وتنقصها التفاصيل.
أجرينا حواراً مع أحمد أمين، أحد القيادات الدعوية بالإسكندرية، وصديق سيد بلال، والشاهد على تعذيبه داخل مقر أمن الدولة للاعتراف بارتكابه جريمة تفجير كنيسة القديسين.
■ ما تفاصيل حادث اغتيال سيد بلال، ولماذا تم تعذيب قيادات الحركة السلفية للحصول على اعتراف بتدبير الحادث؟
- تم تعذيب سيد، لانتزاع أى اعتراف منه بأى شىء يتعلق بالكنيسة، منذ الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر، حتى العاشرة مساءً تقريباً، بشتى أنواع التعذيب من ضرب وسحل وكهرباء حتى قضى نحبه أمام أعيننا، بعد خروجه من حجرة التعذيب.
■ لماذا كان الاستهداف للسلفية خاصة؟
-لم يكن الذين تم خطفهم وتعذيبهم من السلفيين فقط، بل كانوا من تيارات مختلفة، وكان معنا الأخ محمد إسماعيل، «إخوان مسلمين»، وآخرون تم تصنيفهم رغما عنهم من قبل أمن الدولة المنحل، باعتبارهم «سلفية وجهاد» لوجود ملفات أمنية لهم فى أمن الدولة.
■ لماذا صوبت أجهزة الأمن سهامها فى هذه القضية للسلفيين على وجه التحديد.. وهل هناك علاقة بين المظاهرات التى قام بها السلفيون، قبل حادث القديسين للمطالبة بخروج كاميليا شحاتة، وبين محاولة توريط السلفيين فى الحادث؟
- كان هناك إخوة احتجزوا قبلنا، من الدعوة السلفية، فى حجرة الحجز، قبل التحقيق، وكانوا محتجزين قبل التفجير بيوم، لذا فقد تم إخلاء سبيلهم بعد ذلك بأيام، وأعتقد أنه كان هناك سيناريو لتوريط السلفيين تم تغييره بعد القبض علينا، خصوصا أن هؤلاء الإخوان الذين أخلى سبيلهم أبدوا تعجبهم من احتجازهم بعد أخذ الإذن من قيادات فى أمن الدولة للخروج فى مظاهرات سلمية للمطالبة بخروج كاميليا شحاتة.
■ ما تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اغتيال بلال.. وماذا كانت تريد الأجهزة الأمنية منه؟
- كنا نسمع صرخات مروعة آتية من حجرة التعذيب، التى كان بها سيد -رحمه الله- وكان يمارس التعذيب عليه ضابط من القاهرة، كان يجلس معه فى الحجرة، وكان هناك ضابطان آخران يتناوبان دخول الحجرة عليه وتعذيبه، من الإسكندرية، هما حسام إبراهيم الشناوى ومحمد شيمى الشهير بعلاء زيدان (الاسم الحركى) حتى قضى «بلال» نحبه من التعذيب.
■ لماذا تم استهداف بلال أثناء التعذيب.. وما نشاطه الحقيقى.. وهل تورط فى أحداث عنف قبل ذلك؟
- لم يتم استهداف بلال وحده بالتعذيب، بل مورس علينا التعذيب جميعا، حتى إن البعض كاد يقضى نحبه من التعذيب، منهم المهندس سامح معروف، والمهندس محمود عبدالحميد وأنا شخصيا، إلا أن الذى أنقذنا من الموت تحت وطأة التعذيب شيئان، أولهما موت بلال -رحمه الله- وثانيهما أننا قلنا لهؤلاء المجرمين «اكتبوا ما تشاءون من سيناريوهات ونحن سوف نوقع عليها بالموافقة».
■ ما تصنيف المعتقلين الذين مورس عليهم التعذيب.. وهل مثل السلفيون القطاع الأكبر من الحملة الأمنية التى قُتل فيها بلال؟
- لم يكن معنا من السلفيين، غير بلال وإبراهيم أباظة، أما الباقون فقد قلت قبل ذلك إن منهم من تم تصنيفه من قبل أمن الدولة باعتباره سلفيا أو جهاديا، لوجود ملفات أمنية مسبقة لهم فى مناهضة النظام السابق، وكشف فضائحه، ورفضهم التعاون أو التعامل أو التنسيق مع أمن الدولة بأى شكل، وقد تم هذا التصنيف رغما عنهم والبعض الآخر لم تكن لهم انتماءات محددة لأى تيار بعينه.
■ تمت ممارسة التعذيب على كل المعتقلين.. هل زادت هذه الجرعة على بلال، أم أنه رفض الانصياع للاعترافات التى أرادتها الأجهزة الأمنية؟
- السبب الأساسى فى تصورى هو طبيعة شخصية بلال -رحمه الله-، لأنه كان ذا شخصية قوية عنيدة، ليس من السهل إجباره على شىء لا يرضاه، بالضغط أو التعذيب،.
■ لماذا لم يقف السلفيون كثيراً أمام مقتل بلال.. واتفقوا على غلق ملفه.. وهل كان ذلك نتيجة ضغوط أمنية؟
- أتصور ذلك لأنه تم دفنه بسرعة، وفى ظروف غامضة فى حضور جميع قيادات أمن الدولة ومباحث الإسكندرية، خوفاً من تسليط الأضواء على الموضوع، لأنه فى الظروف العادية لا يوجد مبرر لهذا الحشد الأمنى فى دفن أخ سلفى.
■ لماذا يوضع السلفيون دائماً فى بؤرة الاتهام إزاء أى حادث عنف، سواء كان فى حادث القديسين أو قطع أذن القبطى، بعد اختفاء عمل الجماعات الجهادية؟
- فى البداية كانت تستخدم فزاعة «الإخوان» لتخويف الشعب من التيارات الإسلامية، حتى سقط النظام وأظهر «الإخوان» برامجهم الإصلاحية وتوجهاتهم الحقيقية، التى كان يتم التعتيم عليها وتشويهها إعلاميا، فى ظل النظام السابق، ثم انتقل الأمر بعد ذلك إلى فزاعة السلفيين، ووضعهم فى بؤرة الاتهام فى أى شاردة أو واردة.
■ ما الرسالة التى أرادت الأجهزة الأمنية إيصالها للناس، سواء فى حادث القديسين أو من خلال تعذيب رموز الحركة الإسلامية؟
- أتصور أن «الداخلية» أرادت بتفجير الكنيسة ضرب ٣ عصافير بحجر واحد، العصفور الأول إيصال رسالة للمجتمع بأن الإرهاب مازال موجوداً، ويجب الإبقاء على قانون الطوارئ وتمديده، وحتى لو لم يتم تمديده يغلظ بقانون الإرهاب، والثانى الضغط على الكنيسة للانصياع لتوجهات الدولة، وقمع تصريحاتها العنترية، والثالث استكمال ضرب الإسلاميين، والعمل على إرهابهم وإيجاد مبرر قوى للتمادى فى القمع والتسلط، وأعتقد أن هذه كانت رسالتهم.
حوار منير أديب
المصرى اليوم
أجرينا حواراً مع أحمد أمين، أحد القيادات الدعوية بالإسكندرية، وصديق سيد بلال، والشاهد على تعذيبه داخل مقر أمن الدولة للاعتراف بارتكابه جريمة تفجير كنيسة القديسين.
■ ما تفاصيل حادث اغتيال سيد بلال، ولماذا تم تعذيب قيادات الحركة السلفية للحصول على اعتراف بتدبير الحادث؟
- تم تعذيب سيد، لانتزاع أى اعتراف منه بأى شىء يتعلق بالكنيسة، منذ الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر، حتى العاشرة مساءً تقريباً، بشتى أنواع التعذيب من ضرب وسحل وكهرباء حتى قضى نحبه أمام أعيننا، بعد خروجه من حجرة التعذيب.
■ لماذا كان الاستهداف للسلفية خاصة؟
-لم يكن الذين تم خطفهم وتعذيبهم من السلفيين فقط، بل كانوا من تيارات مختلفة، وكان معنا الأخ محمد إسماعيل، «إخوان مسلمين»، وآخرون تم تصنيفهم رغما عنهم من قبل أمن الدولة المنحل، باعتبارهم «سلفية وجهاد» لوجود ملفات أمنية لهم فى أمن الدولة.
■ لماذا صوبت أجهزة الأمن سهامها فى هذه القضية للسلفيين على وجه التحديد.. وهل هناك علاقة بين المظاهرات التى قام بها السلفيون، قبل حادث القديسين للمطالبة بخروج كاميليا شحاتة، وبين محاولة توريط السلفيين فى الحادث؟
- كان هناك إخوة احتجزوا قبلنا، من الدعوة السلفية، فى حجرة الحجز، قبل التحقيق، وكانوا محتجزين قبل التفجير بيوم، لذا فقد تم إخلاء سبيلهم بعد ذلك بأيام، وأعتقد أنه كان هناك سيناريو لتوريط السلفيين تم تغييره بعد القبض علينا، خصوصا أن هؤلاء الإخوان الذين أخلى سبيلهم أبدوا تعجبهم من احتجازهم بعد أخذ الإذن من قيادات فى أمن الدولة للخروج فى مظاهرات سلمية للمطالبة بخروج كاميليا شحاتة.
■ ما تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اغتيال بلال.. وماذا كانت تريد الأجهزة الأمنية منه؟
- كنا نسمع صرخات مروعة آتية من حجرة التعذيب، التى كان بها سيد -رحمه الله- وكان يمارس التعذيب عليه ضابط من القاهرة، كان يجلس معه فى الحجرة، وكان هناك ضابطان آخران يتناوبان دخول الحجرة عليه وتعذيبه، من الإسكندرية، هما حسام إبراهيم الشناوى ومحمد شيمى الشهير بعلاء زيدان (الاسم الحركى) حتى قضى «بلال» نحبه من التعذيب.
■ لماذا تم استهداف بلال أثناء التعذيب.. وما نشاطه الحقيقى.. وهل تورط فى أحداث عنف قبل ذلك؟
- لم يتم استهداف بلال وحده بالتعذيب، بل مورس علينا التعذيب جميعا، حتى إن البعض كاد يقضى نحبه من التعذيب، منهم المهندس سامح معروف، والمهندس محمود عبدالحميد وأنا شخصيا، إلا أن الذى أنقذنا من الموت تحت وطأة التعذيب شيئان، أولهما موت بلال -رحمه الله- وثانيهما أننا قلنا لهؤلاء المجرمين «اكتبوا ما تشاءون من سيناريوهات ونحن سوف نوقع عليها بالموافقة».
■ ما تصنيف المعتقلين الذين مورس عليهم التعذيب.. وهل مثل السلفيون القطاع الأكبر من الحملة الأمنية التى قُتل فيها بلال؟
- لم يكن معنا من السلفيين، غير بلال وإبراهيم أباظة، أما الباقون فقد قلت قبل ذلك إن منهم من تم تصنيفه من قبل أمن الدولة باعتباره سلفيا أو جهاديا، لوجود ملفات أمنية مسبقة لهم فى مناهضة النظام السابق، وكشف فضائحه، ورفضهم التعاون أو التعامل أو التنسيق مع أمن الدولة بأى شكل، وقد تم هذا التصنيف رغما عنهم والبعض الآخر لم تكن لهم انتماءات محددة لأى تيار بعينه.
■ تمت ممارسة التعذيب على كل المعتقلين.. هل زادت هذه الجرعة على بلال، أم أنه رفض الانصياع للاعترافات التى أرادتها الأجهزة الأمنية؟
- السبب الأساسى فى تصورى هو طبيعة شخصية بلال -رحمه الله-، لأنه كان ذا شخصية قوية عنيدة، ليس من السهل إجباره على شىء لا يرضاه، بالضغط أو التعذيب،.
■ لماذا لم يقف السلفيون كثيراً أمام مقتل بلال.. واتفقوا على غلق ملفه.. وهل كان ذلك نتيجة ضغوط أمنية؟
- أتصور ذلك لأنه تم دفنه بسرعة، وفى ظروف غامضة فى حضور جميع قيادات أمن الدولة ومباحث الإسكندرية، خوفاً من تسليط الأضواء على الموضوع، لأنه فى الظروف العادية لا يوجد مبرر لهذا الحشد الأمنى فى دفن أخ سلفى.
■ لماذا يوضع السلفيون دائماً فى بؤرة الاتهام إزاء أى حادث عنف، سواء كان فى حادث القديسين أو قطع أذن القبطى، بعد اختفاء عمل الجماعات الجهادية؟
- فى البداية كانت تستخدم فزاعة «الإخوان» لتخويف الشعب من التيارات الإسلامية، حتى سقط النظام وأظهر «الإخوان» برامجهم الإصلاحية وتوجهاتهم الحقيقية، التى كان يتم التعتيم عليها وتشويهها إعلاميا، فى ظل النظام السابق، ثم انتقل الأمر بعد ذلك إلى فزاعة السلفيين، ووضعهم فى بؤرة الاتهام فى أى شاردة أو واردة.
■ ما الرسالة التى أرادت الأجهزة الأمنية إيصالها للناس، سواء فى حادث القديسين أو من خلال تعذيب رموز الحركة الإسلامية؟
- أتصور أن «الداخلية» أرادت بتفجير الكنيسة ضرب ٣ عصافير بحجر واحد، العصفور الأول إيصال رسالة للمجتمع بأن الإرهاب مازال موجوداً، ويجب الإبقاء على قانون الطوارئ وتمديده، وحتى لو لم يتم تمديده يغلظ بقانون الإرهاب، والثانى الضغط على الكنيسة للانصياع لتوجهات الدولة، وقمع تصريحاتها العنترية، والثالث استكمال ضرب الإسلاميين، والعمل على إرهابهم وإيجاد مبرر قوى للتمادى فى القمع والتسلط، وأعتقد أن هذه كانت رسالتهم.
حوار منير أديب
المصرى اليوم