[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كتبها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الاثنين, 25 يناير 2010 11:21
كتبها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الاثنين, 25 يناير 2010 11:21
يصعب أن تنعي شخصاً عزيزاً غالياً. لا سيما لو كنت قد عشت معه و تشاركتما الحياة بحلوها و مرها . و صار بينكما عطاء متبادل و محبة متبادلة .
و الأصعب أن تنعي أماً أو أباً فتتوقف الكلمات عن معانيها و تستأذن العقلانية قليلاً لكي تهرب من إستيعاب فداحة الألم..
كم و كم حين تنعي وطناً بأكمله ..؟؟؟؟....
وطن عليه نشأنا و أحببناه ...و علي حبه تغذينا و تربينا.. وطن كل ما فيه فينا...و كل ما فينا فيه . وطن يتكون منا و نتكون منه.
كيف تقدر أن تنعي وطناً لم يحبه مثلنا أحد . و لم يعتبره أحد قطعة منه كمثل ما إعتبرناه.
كيف تنعي وطن أسمك علي أسمه . و أسمه علي أسمك. هو قبط و نحن قبط . هو مصر و نحن مصريون.
لا ندري من أخذ النسب من الآخر لكننا صرنا كتلة واحدة.
كيف تنعي وطن يتنفس بك و يعيش بك و يتقدم بك و أيضاً ينهار بإنهيارك و يتأخر بتأخرك و يموت بموتك.
كنا نتألم و نحن ننعي شهيد الوطن و فقيد الوطن و لكن الأمر مختلف اليوم
لا مفر من الحقيقة ........أعتذر للجميع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,..... و أعلن لكم وفاة مصر
بمزيد من الأسي و الأسف .. أنعي لكم الوطن ...
أسباب الوفاة الطبية :
إذ في ساعة متأخرة - متأخرة جداً - بعد صراع مرير مع ( العروبة) ... سكت قلب الوطن . ثم تبين أنه لا توجد عروبة و أن التشخيص كان خاطئاً بالأساس..
و كان الفقيد قد أصيب بإنسداد شرايينه الرئيسية فلم يعد يسير فيها دماء أو حياء ...فتوقف سير العدل.
و بقياس درجة حرارته وجدت أنها كانت ترتفع فجأة إذا مس إسلامها شيء و لو حفيف النسيم . بينما تنخفض حرارة الفقيد إلي درجة التجمد فجأة إذا مس مسيحييها أي خطب . و لو حدثٌ جَلل .
و وفقاً للتفسيرات الطبية فقد شخَصَ الأطباء الإرتفاع و الإنخفاض المفاجئ بأنه حالة عمي مزمن في عيون الوطن نتيجة وجود أجسام غريبة في عقل الوطن يقال أنها عدوي تنقلها الرياح القادمة من شبه الجزيرة العربية.مما تسبب في حول متشعب فكان الوطن يري أن عاصمته غزة و أن حدوده تتوقف عند قصر الرئاسة.
و قد كان الوطن يتعايش علي مسكنات أضرت به و أصابته بالإدمان . فأدمن تجاهل حقوق الأقباط و أدمن الظلم. و أدمن دفن الرؤوس في الخطب الجوفاء. و أدمن تصدير المشاكل و أدمن تبرير الأحداث لا علاجها . و أدمن تجميل الشكل الخارجي و صار من داخله ممتلئ فساداً فضربت فيه الغرغرينا و صار بتر ساقيه ضرورة .
فقام المفترون من الأطباء الجهلاء ببتر ساقي الوطن فتعثر الوطن الفقيد .
و تأثرت نفسيته . و دائماً كلما تأثرت نفسيته تضرر أقباطه . لقد كان الفقيد يستسهل أن يصب غضبه و همه و غله في الأقباط.
وكان تشخيص الأطباء حينها أن هذه الأشياء تثير حفيظته .. و قد حاول الشرفاء في هذا الوطن أن يجدوا له حفيظته و يهدأوها حتي لا تثار و لكن كل المحاولات بائت بالفشل فلم نجد حفيظة أبداً و لم يهدأ الوطن أبداً.
و قد علمنا من مصادر موثوق بها أو مشكوك بها لا يهم .. بأن الفقيد قد أصابه الصمم إصابة تامة و أن نسبة السمع لم تعد تقاس بالديسبل لأنه كان دائما ما يحلو له إسترقاق السمع لأصوات الرشاشات و التخريب و التحطيم التي تصوب نحو أقباطه و كان يتلذذ بمظاهراتهم و تصايحهم لتنفتح شهيته للأكل .. فكان يتناول طعامه وسط صرخاتهم حتي ضاع سمع الفقيد الغالي .
و كان الجهاز الهضمي قد توقف عن الهضم من كثرة ما إبتلع من حقوق الأقباط . فلم يعد هناك متسع لمزيد من الإبتلاع و جعلته تخمة الظلم في شبه غيبوبة . و قد حاول الشرفاء إيقاظه و لكنه رفض تدخل الشرفاء لأنه لا يثق بهم .فأصابه ما أصابه.
و بالفحص بالأشعة علي القلب وجد الأخصائيون أجساماً غريبة و أسماءاً عجيبة ..فهذا صاحب عَبَارة و ذاك محتكر حديد و آخر إبن رئيس و آخر ملمع النظام و غيره ماسكاً بعصا علي منضدة و فوق رأسه عبارة (موافقون ) . و غيره كان وزيراً للإسكان و غيره كثر علي شاكلته . و رصد الأطباء جلطة واضحة في قلب الوطن أسموها جلطة الغول لأنها كانت ممتدة. و تبين للأطباء أن هذه الأجسام الغريبة هي التي منعت الدم أن يتدفق في جم الفقيد . و طالما وجدت هذه الفيروسات في القلب كان حتماً علي الوطن أن يموت.
و أما عن جهازه التنفسي فقد كان كل ما يتنفسه الوطن ملوثاً .. و قد إمتلأت رئتاه بالهواء الفاسد. كان التلوث السمعي و البصري و الجوي يملأ كل شعابه . تلوث بدءاً من الحضانة و حتي آخر مراحل التعليم المنعدم . تلوث من أصغر أمين شرطة و حتي قمة السلطة ..فلم يعد هناك نسيم حرية يهب عليه مما أصابه بجمود و تراجع في النمو عن أقرانه الأوطان الأخري الأقل منه خبرة و صحة.
و بسبب التلوث فإنه لم يعد يبال بإعتدال كفة الميزان علي منصة القضاء لأنه فقد البصر و السمع و الإتزان بسبب خلل الأذن الوسطي المسماه أحياناً (مجلس الشعب).
و قد تدهورت حالة الوطن في أيامه الأخيرة فكان يصاب بتهيؤات أن الحوادث فردية و أن الدنيا ربيع مع أن الربيع لم يأت للوطن منذ عام 1952 و يقال أن الربيع إحتج علي عدم إدراج الأقباط في القائمة النسبية حتي ألغي الوطن القائمة النسبية إنتقاماً من الربيع. بعد أن فشل في إلغاء الربيع نفسه.
و قد تطوع خبراء عالميون من البرلمان الأوروبي و لجنة الحريات الدينية بالكونجرس لإفاقة الوطن لكن شلة الفقيد التي صممت أن ترثه حيًا رفضت كل محاولات الإفاقة لأنها إعتبرت حضور هؤلاء شماتة في المريض و ليس مساعدة تستحق التقدير.فإلتفوا بكثافة لم نعهدها منهم حول الوطن المسجي و تظاهروا بالعناية به فيما كانوا يمنعون عنه التنفس فإختنق منهم.
و بفحص دماغ الوطن تبين وجود بؤرة صديدية تتفق مع المادة الثانية في الدستور.
و تورم ظاهر في الفص الأيمن من المخ و المسئول عن تغذية آل مبارك نتيجة تضخم فسادي مزمن.
و عليه . و بعد مزيد من المقالات و هذيان من الخطب و المداخلات . تقرر إعلان وفاة مصر .
و الفقيد الغالي قريب و نسيب قبائل بدوية في شبه الجزيرة العربية و له مصاهرات مع ساكني تورا بورا و الشيشان و البوسنة و الهرسك و كذلك هو الشقيق الأكبر لقتلة دارفور و جنوب السودان. كما أنه محبوب لدي أشقاءه في ماليزيا و قد إشتهر إسمه و ذاع صيته في كافة المشاهد الإرهابية في كل المعمورة ( مش المعمورة اللي في إسكندرية .جنب أبو تلات و مركز الخدمات .
لأ ه ..دي واحدة تانية).
و قد تقرر تشييع جنازته من كل مساجد مصر . و تزيين جثمانه المتهرئ بعلم أخضر ذو سيفان متقاطعان .
و ستمر الجنازة من وقت خروج الجثمان من المساجد عبر شوارع الخانكة ثم إلي الزاوية الحمرا و منها إلي البوصيري بإمبابة حيث كان يحلو للوطن أن يشارك البلطجة مع أصدقاءه. ثم يعرج الجثمان علي العياط و جرزا و بمها ليري لآخر مرة ما إقترفته يداه . ثم تجتاز الجنازة شوارع الفيوم حيث يحتفل به الشوقيون الذين حققوا مرادهم في ميراث الفقيد الغالي و منه إلي بني سويف حيث يحتفظ المرحوم بذكريات مع أمن الدولة هناك . و منه إلي المنيا و له فيها بصمات و بصمات . حيث أن هناك بعض البقع الحمراء التي تركها في الفكرية و دير أبو فانا و ما حولها و كذاك لن يفوت المنظمون أن يعرجوا بالجثمان علي صنبو و أسيوط و ديروط و فرشوط و يتوقف الجثمان طويلاً عند مداخل نجع حمادي حيث أصر هناك أن الحادث فردي . بينما هو لا فردي و لا طائفي بل كان شهادة وفاة للفقيد .
كما نعلن أن جثمان الفقيد الغالي لن يمر أمام شركة موبينيل أو غبور أو ما شبه حسب وصية المرحوم .
و فيما كانت الجنازة حارة إذ بالنعش يتوقف دون رغبة منا أمام شركة العز للحديد . و فورسيزون و شركة رشيد للأسمنت و معارض التوحيد و النور و المحمل . و شركات بترولية . و أماكن أثرية خلت من آثارها . و دون سبب مفهوم كانت تتساقط قطرات سائلة من النعش أمام هذه الأماكن و هي الآن متحفظ عليها في المعمل الجنائي لبيان مصدرها غير أن العالمين ببواطن الأمور يقولون ربما كان للفقيد صولات و جولات في هذه الأماكن .... و لكن ...ماتت مصر.
بيان صدر عند أول ضوء للفجر الجديد
لاحظ المراقبون لأوضاعنا المستجدة تجمعاً لافتاً للنظر بين عدد من الأوفياء المخلصين المستنيرين أمثال ( د طارق حجي – د رفعت السعيد – د جورجيت قليني – د زويل و د البرادعي و د مجدي يعقوب. و د وسيم السيسي
فتحي سعد جمعة المتبرع بجسده لمحاولة إنقاذ ضحايا نجع حمادي
– أ مكرم محمد أحمد – ا أحمد الصاوي – ا نبيل شرف الدين د مجدي خليل – أ إبراهيم عيسي – أ جلال عامر
– ا كريمة كمال- أ أنطون سيدهم – الأستاذة لميس الحديدي – و القمص مرقس عزيز . , – و آخرين )
بالمشاركة مع مواقع وطنية راقية يتقدمها الأقباط الأحرار و جريدة وطني و كتيبة طيبة .
و قد قرروا بعد تضحيات كبيرة أن يصنعوا وطناً بديلاً عن الفقيد الراحل . و لم يخفوا حبهم للفقيد لذا قرروا بالإجماع و نحن معهم بأن يسموا المولود الجديد ( مصر)
و قد تعهدوا أن يكون وطناً للجميع . يحب الآخر . و يحتضن الكل . يبحث عن التقدم . و تتأسس أركانه علي النزاهة و العمل و العلم و الإخلاص. و قرروا معاً أن لا يتعرض الوليد الجديد لأي تلوث أو فساد ... حمي الله الوليد الجديد
و كما ننعي الفقيد الراحل فإننا ننتظر و بشوق و لهفة مصر الوليدة الجديدة المؤهلة للحياة في زمن الشرفاء .
و يهيب البيان بالسادة المواطنين التبرع بالرخيص و الغالي من أجل الوليد الجديد . حيث انه يحتاج إلي إهتمام و تكاتف و وحدة الجميع .
يريد الوليد الجديد أن يسمع أصواتكم .. فإهتفوا عالياً مودعين الفقيد الراحل و مرحبين بالوليد الجديد.
يريد أن يسمع أصواتكم في صناديق إنتخاباته .. و يريد أن يراكم جميعاً أمامه فيسير خلفكم .. و يرفض أن تسيرون أنتم خلفه لأنه بدونكم لا يعرف الطريق .
إحملوا مصر في خاطركم من جديد . في كل مشاعركم . فهي مصر أخري غير التي ماتت.
إفتحوا لها قلوبكم و عقولكم . و خذوا بيدها كطفل وليد ..
أحبك يا مصر الأخري . التي لم يمسها الأشرار و لم تتلون بسوادهم .. أحبك يا مصر التي ستكون و ليست التي كانت.
أحبك و أرجو أن تحبيننا كما نحبك ..سنصنعك بأنفسنا و أيادينا و عقولنا فإياك أن تتمردي كما تمردت مصر الفقيدة .
إحذري يا مصر من الجهل و الظلم و التطرف ....لأن الله صنعك وطناً للحب . ما أجملك لو تكوني مصر الحب .
مصر الفكر و التقدم ...مصر الأمل و الإبتسامة . مصر الأمان و الأمانة. ما أروعك لو كنت هكذا يا مصر
هل نتفق يا مصر أن نتبادل حباً بحب؟؟ دعينا نتفق
و الأصعب أن تنعي أماً أو أباً فتتوقف الكلمات عن معانيها و تستأذن العقلانية قليلاً لكي تهرب من إستيعاب فداحة الألم..
كم و كم حين تنعي وطناً بأكمله ..؟؟؟؟....
وطن عليه نشأنا و أحببناه ...و علي حبه تغذينا و تربينا.. وطن كل ما فيه فينا...و كل ما فينا فيه . وطن يتكون منا و نتكون منه.
كيف تقدر أن تنعي وطناً لم يحبه مثلنا أحد . و لم يعتبره أحد قطعة منه كمثل ما إعتبرناه.
كيف تنعي وطن أسمك علي أسمه . و أسمه علي أسمك. هو قبط و نحن قبط . هو مصر و نحن مصريون.
لا ندري من أخذ النسب من الآخر لكننا صرنا كتلة واحدة.
كيف تنعي وطن يتنفس بك و يعيش بك و يتقدم بك و أيضاً ينهار بإنهيارك و يتأخر بتأخرك و يموت بموتك.
كنا نتألم و نحن ننعي شهيد الوطن و فقيد الوطن و لكن الأمر مختلف اليوم
لا مفر من الحقيقة ........أعتذر للجميع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,..... و أعلن لكم وفاة مصر
بمزيد من الأسي و الأسف .. أنعي لكم الوطن ...
أسباب الوفاة الطبية :
إذ في ساعة متأخرة - متأخرة جداً - بعد صراع مرير مع ( العروبة) ... سكت قلب الوطن . ثم تبين أنه لا توجد عروبة و أن التشخيص كان خاطئاً بالأساس..
و كان الفقيد قد أصيب بإنسداد شرايينه الرئيسية فلم يعد يسير فيها دماء أو حياء ...فتوقف سير العدل.
و بقياس درجة حرارته وجدت أنها كانت ترتفع فجأة إذا مس إسلامها شيء و لو حفيف النسيم . بينما تنخفض حرارة الفقيد إلي درجة التجمد فجأة إذا مس مسيحييها أي خطب . و لو حدثٌ جَلل .
و وفقاً للتفسيرات الطبية فقد شخَصَ الأطباء الإرتفاع و الإنخفاض المفاجئ بأنه حالة عمي مزمن في عيون الوطن نتيجة وجود أجسام غريبة في عقل الوطن يقال أنها عدوي تنقلها الرياح القادمة من شبه الجزيرة العربية.مما تسبب في حول متشعب فكان الوطن يري أن عاصمته غزة و أن حدوده تتوقف عند قصر الرئاسة.
و قد كان الوطن يتعايش علي مسكنات أضرت به و أصابته بالإدمان . فأدمن تجاهل حقوق الأقباط و أدمن الظلم. و أدمن دفن الرؤوس في الخطب الجوفاء. و أدمن تصدير المشاكل و أدمن تبرير الأحداث لا علاجها . و أدمن تجميل الشكل الخارجي و صار من داخله ممتلئ فساداً فضربت فيه الغرغرينا و صار بتر ساقيه ضرورة .
فقام المفترون من الأطباء الجهلاء ببتر ساقي الوطن فتعثر الوطن الفقيد .
و تأثرت نفسيته . و دائماً كلما تأثرت نفسيته تضرر أقباطه . لقد كان الفقيد يستسهل أن يصب غضبه و همه و غله في الأقباط.
وكان تشخيص الأطباء حينها أن هذه الأشياء تثير حفيظته .. و قد حاول الشرفاء في هذا الوطن أن يجدوا له حفيظته و يهدأوها حتي لا تثار و لكن كل المحاولات بائت بالفشل فلم نجد حفيظة أبداً و لم يهدأ الوطن أبداً.
و قد علمنا من مصادر موثوق بها أو مشكوك بها لا يهم .. بأن الفقيد قد أصابه الصمم إصابة تامة و أن نسبة السمع لم تعد تقاس بالديسبل لأنه كان دائما ما يحلو له إسترقاق السمع لأصوات الرشاشات و التخريب و التحطيم التي تصوب نحو أقباطه و كان يتلذذ بمظاهراتهم و تصايحهم لتنفتح شهيته للأكل .. فكان يتناول طعامه وسط صرخاتهم حتي ضاع سمع الفقيد الغالي .
و كان الجهاز الهضمي قد توقف عن الهضم من كثرة ما إبتلع من حقوق الأقباط . فلم يعد هناك متسع لمزيد من الإبتلاع و جعلته تخمة الظلم في شبه غيبوبة . و قد حاول الشرفاء إيقاظه و لكنه رفض تدخل الشرفاء لأنه لا يثق بهم .فأصابه ما أصابه.
و بالفحص بالأشعة علي القلب وجد الأخصائيون أجساماً غريبة و أسماءاً عجيبة ..فهذا صاحب عَبَارة و ذاك محتكر حديد و آخر إبن رئيس و آخر ملمع النظام و غيره ماسكاً بعصا علي منضدة و فوق رأسه عبارة (موافقون ) . و غيره كان وزيراً للإسكان و غيره كثر علي شاكلته . و رصد الأطباء جلطة واضحة في قلب الوطن أسموها جلطة الغول لأنها كانت ممتدة. و تبين للأطباء أن هذه الأجسام الغريبة هي التي منعت الدم أن يتدفق في جم الفقيد . و طالما وجدت هذه الفيروسات في القلب كان حتماً علي الوطن أن يموت.
و أما عن جهازه التنفسي فقد كان كل ما يتنفسه الوطن ملوثاً .. و قد إمتلأت رئتاه بالهواء الفاسد. كان التلوث السمعي و البصري و الجوي يملأ كل شعابه . تلوث بدءاً من الحضانة و حتي آخر مراحل التعليم المنعدم . تلوث من أصغر أمين شرطة و حتي قمة السلطة ..فلم يعد هناك نسيم حرية يهب عليه مما أصابه بجمود و تراجع في النمو عن أقرانه الأوطان الأخري الأقل منه خبرة و صحة.
و بسبب التلوث فإنه لم يعد يبال بإعتدال كفة الميزان علي منصة القضاء لأنه فقد البصر و السمع و الإتزان بسبب خلل الأذن الوسطي المسماه أحياناً (مجلس الشعب).
و قد تدهورت حالة الوطن في أيامه الأخيرة فكان يصاب بتهيؤات أن الحوادث فردية و أن الدنيا ربيع مع أن الربيع لم يأت للوطن منذ عام 1952 و يقال أن الربيع إحتج علي عدم إدراج الأقباط في القائمة النسبية حتي ألغي الوطن القائمة النسبية إنتقاماً من الربيع. بعد أن فشل في إلغاء الربيع نفسه.
و قد تطوع خبراء عالميون من البرلمان الأوروبي و لجنة الحريات الدينية بالكونجرس لإفاقة الوطن لكن شلة الفقيد التي صممت أن ترثه حيًا رفضت كل محاولات الإفاقة لأنها إعتبرت حضور هؤلاء شماتة في المريض و ليس مساعدة تستحق التقدير.فإلتفوا بكثافة لم نعهدها منهم حول الوطن المسجي و تظاهروا بالعناية به فيما كانوا يمنعون عنه التنفس فإختنق منهم.
و بفحص دماغ الوطن تبين وجود بؤرة صديدية تتفق مع المادة الثانية في الدستور.
و تورم ظاهر في الفص الأيمن من المخ و المسئول عن تغذية آل مبارك نتيجة تضخم فسادي مزمن.
و عليه . و بعد مزيد من المقالات و هذيان من الخطب و المداخلات . تقرر إعلان وفاة مصر .
و الفقيد الغالي قريب و نسيب قبائل بدوية في شبه الجزيرة العربية و له مصاهرات مع ساكني تورا بورا و الشيشان و البوسنة و الهرسك و كذلك هو الشقيق الأكبر لقتلة دارفور و جنوب السودان. كما أنه محبوب لدي أشقاءه في ماليزيا و قد إشتهر إسمه و ذاع صيته في كافة المشاهد الإرهابية في كل المعمورة ( مش المعمورة اللي في إسكندرية .جنب أبو تلات و مركز الخدمات .
لأ ه ..دي واحدة تانية).
و قد تقرر تشييع جنازته من كل مساجد مصر . و تزيين جثمانه المتهرئ بعلم أخضر ذو سيفان متقاطعان .
و ستمر الجنازة من وقت خروج الجثمان من المساجد عبر شوارع الخانكة ثم إلي الزاوية الحمرا و منها إلي البوصيري بإمبابة حيث كان يحلو للوطن أن يشارك البلطجة مع أصدقاءه. ثم يعرج الجثمان علي العياط و جرزا و بمها ليري لآخر مرة ما إقترفته يداه . ثم تجتاز الجنازة شوارع الفيوم حيث يحتفل به الشوقيون الذين حققوا مرادهم في ميراث الفقيد الغالي و منه إلي بني سويف حيث يحتفظ المرحوم بذكريات مع أمن الدولة هناك . و منه إلي المنيا و له فيها بصمات و بصمات . حيث أن هناك بعض البقع الحمراء التي تركها في الفكرية و دير أبو فانا و ما حولها و كذاك لن يفوت المنظمون أن يعرجوا بالجثمان علي صنبو و أسيوط و ديروط و فرشوط و يتوقف الجثمان طويلاً عند مداخل نجع حمادي حيث أصر هناك أن الحادث فردي . بينما هو لا فردي و لا طائفي بل كان شهادة وفاة للفقيد .
كما نعلن أن جثمان الفقيد الغالي لن يمر أمام شركة موبينيل أو غبور أو ما شبه حسب وصية المرحوم .
و فيما كانت الجنازة حارة إذ بالنعش يتوقف دون رغبة منا أمام شركة العز للحديد . و فورسيزون و شركة رشيد للأسمنت و معارض التوحيد و النور و المحمل . و شركات بترولية . و أماكن أثرية خلت من آثارها . و دون سبب مفهوم كانت تتساقط قطرات سائلة من النعش أمام هذه الأماكن و هي الآن متحفظ عليها في المعمل الجنائي لبيان مصدرها غير أن العالمين ببواطن الأمور يقولون ربما كان للفقيد صولات و جولات في هذه الأماكن .... و لكن ...ماتت مصر.
بيان صدر عند أول ضوء للفجر الجديد
لاحظ المراقبون لأوضاعنا المستجدة تجمعاً لافتاً للنظر بين عدد من الأوفياء المخلصين المستنيرين أمثال ( د طارق حجي – د رفعت السعيد – د جورجيت قليني – د زويل و د البرادعي و د مجدي يعقوب. و د وسيم السيسي
فتحي سعد جمعة المتبرع بجسده لمحاولة إنقاذ ضحايا نجع حمادي
– أ مكرم محمد أحمد – ا أحمد الصاوي – ا نبيل شرف الدين د مجدي خليل – أ إبراهيم عيسي – أ جلال عامر
– ا كريمة كمال- أ أنطون سيدهم – الأستاذة لميس الحديدي – و القمص مرقس عزيز . , – و آخرين )
بالمشاركة مع مواقع وطنية راقية يتقدمها الأقباط الأحرار و جريدة وطني و كتيبة طيبة .
و قد قرروا بعد تضحيات كبيرة أن يصنعوا وطناً بديلاً عن الفقيد الراحل . و لم يخفوا حبهم للفقيد لذا قرروا بالإجماع و نحن معهم بأن يسموا المولود الجديد ( مصر)
و قد تعهدوا أن يكون وطناً للجميع . يحب الآخر . و يحتضن الكل . يبحث عن التقدم . و تتأسس أركانه علي النزاهة و العمل و العلم و الإخلاص. و قرروا معاً أن لا يتعرض الوليد الجديد لأي تلوث أو فساد ... حمي الله الوليد الجديد
و كما ننعي الفقيد الراحل فإننا ننتظر و بشوق و لهفة مصر الوليدة الجديدة المؤهلة للحياة في زمن الشرفاء .
و يهيب البيان بالسادة المواطنين التبرع بالرخيص و الغالي من أجل الوليد الجديد . حيث انه يحتاج إلي إهتمام و تكاتف و وحدة الجميع .
يريد الوليد الجديد أن يسمع أصواتكم .. فإهتفوا عالياً مودعين الفقيد الراحل و مرحبين بالوليد الجديد.
يريد أن يسمع أصواتكم في صناديق إنتخاباته .. و يريد أن يراكم جميعاً أمامه فيسير خلفكم .. و يرفض أن تسيرون أنتم خلفه لأنه بدونكم لا يعرف الطريق .
إحملوا مصر في خاطركم من جديد . في كل مشاعركم . فهي مصر أخري غير التي ماتت.
إفتحوا لها قلوبكم و عقولكم . و خذوا بيدها كطفل وليد ..
أحبك يا مصر الأخري . التي لم يمسها الأشرار و لم تتلون بسوادهم .. أحبك يا مصر التي ستكون و ليست التي كانت.
أحبك و أرجو أن تحبيننا كما نحبك ..سنصنعك بأنفسنا و أيادينا و عقولنا فإياك أن تتمردي كما تمردت مصر الفقيدة .
إحذري يا مصر من الجهل و الظلم و التطرف ....لأن الله صنعك وطناً للحب . ما أجملك لو تكوني مصر الحب .
مصر الفكر و التقدم ...مصر الأمل و الإبتسامة . مصر الأمان و الأمانة. ما أروعك لو كنت هكذا يا مصر
هل نتفق يا مصر أن نتبادل حباً بحب؟؟ دعينا نتفق