صوت الأقباط الحر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    لقديسة العذراء مريم

    samra
    samra
     
     


    المساهمات : 190
    التسجيل : 29/09/2009

    لقديسة العذراء مريم Empty لقديسة العذراء مريم

    مُساهمة من طرف samra الإثنين 18 يناير 2010 - 0:43

    القديسة العذراء مريم
    القديسة العذراء مريم تقف في كل
    أجيال التاريخ في نقطة المركز
    من
    دائرته، لقد اختارتها نعمة الله لتصبح رابطة بين السماء والأرض، بين
    الفردوس المفقود والفردوس المردود، وفي شخص وليدها ومن اجله، ألا نعظم
    الله
    معها، ألا نعظم الله من أجلها، ألا نشترك مع
    جميع الأجيال في تطويبها، فنقول مع أليصابات : "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك".






    من هي مريم



    مريم اسم عبري
    معناه "مُر"، ويحتمل أنه اسم مُشتق من كلمة "مريامون" الهيروغليفية، وفي الآرامية فإن اسم "مريم" يعني "أميرة أو
    سيدة"، وقد جاء هذا الاسم لأول مرة في
    الكتاب المقدس لمريم أخت موسى وهرون، وقد تسمت القديسة العذراء بهذا الاسم "مريم"، الذي انتشر بعد ذلك مرتبطاً بمكانتها وشخصيتها.






    يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى زربابل، من عائلة وبيت
    داود، وهذا ما يؤكده البشير لوقا في كتابته
    لبشارة الملاك لها حين كلًّمها قائلاً "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين
    وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون
    عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 30 – 33).






    ومن الدراسة المتأنية نجد أن البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها
    يَعُودَان لسبط يهوذا،
    وبالتحديد
    بيت داود، فنراه يسجل بشارة الملاك جبرائيل لها مُبرزاً حقيقة أن المولود
    منها هو ابن داود، وهذا ما هو واضح في قول زكريا الكاهن
    "مبارك الرب إله
    إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ" (لوقا 1: 68، 69).






    نستطيع أيضاً أن نتعرف على
    بعض أفراد عائلتها، فنعرف أنه كان لها أخت
    جاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث "كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا
    ومريم المجدلية" (يوحنا 19: 25). وأنها
    أيضاً نسيبه أليصابات (لوقا 1: 36)، أم يوحنا المعمدان.
    كانت الخطبة في الشريعة
    اليهودية
    عهداً أبدياً لا ينفصم، وما الزفاف إلا حفل تنتقل فيه الفتاة من بيت أبيها
    لبيت رجلها، ووفقاً لهذه الشريعة كانت الفتاة المخطوبة بمثابة زوجة
    لخطيبها،
    ولو مات خاطبها أثناء فترة الخطبة وقبل الزفاف تُعتبر الخطيبة
    أرملة خاضعة لشريعة الزواج من أخي الزوج (تثنية 25: 5-10)؛ ولم يكن ممكناً
    للفتاة أو عائلتها أن يفُضَّا علاقة
    الخطوبة هذه إلا بكتاب أو وثيقة طلاق، كما أن هذه العادات
    أو الشريعة ما كانت لتسمح بوجود علاقة جنسية بين الخطيب وخطيبته قبل إعلان حفل الزفاف وإلا اُعتبرا في حُكم الزناة .






    وفقاً لهذه الشريعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من بيت داود،
    اسمه يوسف (لوقا 1: 27)؛ كان يوسف رجلاً باراً،
    فحين عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّهرَ بها،
    أراد تخليتها سراً،
    ولكن فيما هو مُتفكر في هذه الأمور جاءته بشارة الملاك قائلة "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به
    فيه هو من الروح القدس" (متى 1: 20).






    لم تكن العذراء مريم، أو
    يوسف رجلها من العائلات الغنية، فيوسف نجار بسيط،
    وحين
    جاءت ساعة ولادتها، لم تجد غير المذود لتلد فيه، وحين أرادا أن يقدما
    الطفل يسوع في الهيكل حسب عادة الناموس، وعن تطهيرها حسب الشريعة، لم
    يحملا معهما إلا زوج يمام، أو فرخي
    حمام، وهي تقدمة الفقراء.






    العذراء الفتاةالطاهرة



    كانت الفتاة الصغيرة العذراء مريم، تعيش في
    مدينة تدعى الناصرة، وهي مدينة في
    الجليل،
    لم تكن ذات أهمية، وقد كانت بلدة محتقرة، وأقل ما يقال عنها أنها بلدة
    شريرة ومدينة آثمة لا يمكن أن يأتي منها شيئاً صالحاً، وهذا
    ما قاله نثنائيل حين عَرَف أن يسوع من الناصرة فقال "أمن الناصرة يمكن أن يكون
    شيء صالح"
    (يوحنا 1: 46).






    في هذا الوسط عاشت العذراء
    مريم، لكنها كانت كالنور الذي يشع وسط
    الظلام، كانت فتاة طاهرة، نقية الأخلاق، تحيا حياة
    القداسة، حسب دعوة الله "وتكونون لي قديسين لأني قُدُّوس أنا الرب، وقد مَيَّزتُكُم من الشعوب
    لتكونوا لي" (لاويين 20: 26). كانت في علاقة
    حيه، وصحيحة مع الله.






    كانت تعرف الكتب المقدسة
    وتحفظ منها الكثير، وحين ترنمت بأنشودتها العذبة كانت تستمد كلماتها مما في ذاكراتها، وقد كانت كلمات تَغَّنت بها
    حنة، وترَّنم بها كاتب المزامير.
    إلى هذه الفتاة جاءت نعمة الله، لتدعوها لتكون
    أُماً للمسيح، ابن الله،
    الذي
    اشتهت الأجيال أن يُولد فيما بينها، وتمنت النساء أن يأتي منهن، ويالها من
    نعمة تلك التي تأتي من الله لتختر إنساناً، وتمنحه ما لا يستحق، فالنعمة
    هي أن يُمنح شخصاً شيء لا يستحقه، وما كان للإنسان أن يدخل في
    علاقة صحيحة مع الله، ما لم يتدخل
    الله بنعمته ليصنع طريقاً من خلال تجسد ابنه يسوع المسيح
    فنستطيع أن نصبح أولاداً لله.






    جاءت شهادة الله لحياة
    الطهارة والنقاء التي
    للعذراء مريم بين جميع النساء فيما قاله الملاك جبرائيل، إذ بدأ كلامه معها "وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، الرب
    معك، مباركة أنت في النساء" (لوقا 1: 28).



    لم تتمالك أليصابات
    نفسها حين زارتها العذراء مريم، وامتلأت بالروح القدس وصرخت
    بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ، فهوذا
    حين صار صوت سلامك في أذُنيَّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني، فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من
    الرب" (لوقا 1: 42- 45)


    كانت حياة العذراء مريم تختلف عن كثيرات من
    بنات زمانها، فلم تساير أهل
    بلدتها،
    بل كانت تعيش حياة النقاء، وحياة الاتصال الدائم بالله، والشركة معه،
    والارتباط بكلمته المقدسة، فكانت شهادة السماء لها في شخص الملاك
    جبرائيل، واختيار الله لها لتكون أم المسيا، وكانت شهادة الأرض لها في شخص يوسف خطيبها فيما أراد ألا يُشَهِر بها، وشهادة قريبتها
    أليصابات.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 23:16