ونحن نودع عام 2011 وما فيه من أحداث ومتغيرات متلاحقة على المستوىالشخصى من المعاناة من غياب الأمن والامانوالوضع الاقتصادى المتدهور أو على المستوى الوطنى بعدم الوصول بالثورة الى غايتها المنشودة منالحرية والديمقراطية وتوفير لقمة العيش الكريمة للشعب المصرى الصابر. كما ان الوضعالاقليمى بما فيه من اوضاع متدهوره وانقسام فى فلسطين وسوريا واليمن والمخاوف من دق طبول الحرب الاسرائيلية الايرانية التى قد تمتد لتشمل دول أخرى فى المنطقة حالقيامها ، كما ان الوضع الدولى ومعاناة الاقتصاد العالمى لاسيما فى بعض من دولالاتحاد الاوربى من تعثر اقتصادى وظلالذلك على الاوضاع الاقتصادية ، فالغالبية من البشرية تعانى ، البعض من الصراعات والحروبأو تضارب المصالح والاخر من الأنانية والكراهية والسعى نحو السلطة والسيطرة .الكثيرين يعانوا من الفقر والمرض والجهل وما ينتج عنهم من احباط واكتئاب أو اليأسمن الاصلاح . ونحن نستعد لاستقبال العامالجديد فاننا نتطلع الى السماء بعيون الإيمان والرجاء فى الله ضابط الكل لكى ماينظر الينا بالرحمة والغفران ويتأنى ويشفق على عالمه الملئ بالشقاء والاحزانوالدماء . وندعو كل الخيرين لاسيما رجال السياسة والفكر والدين والاقتصاد للعملمعاً من أجل بلادنا وحاضر أفضل لها ومستقبل مستقر نسير فيه نحو الامن والحريةوالتقدم والازدهار والسلام فسفينة حياتنا فى هذا البلد العريق حبلى وتتمخض وعلي كل منا عمل ما يمكنه لكى يأتى المستقبل بالخير ولكى لا تموت الأجنةقبل الولادة أو تنهار مقدراتنا وأقتصادنا وحياتنا وحتى ننجو من الطوفان .
دورنا اصلاح النفوس والعمل الصادق ..
ان كان العالم يموج بصراعالمصالح فالمؤمن الحق دوره ان يصالح ويسعى الى صنع السلام ويجد فى آثره وان كانتنيران الكراهية تتأجج فى بعض النفوس فالانسان الصالح هو من يطفئها بالمحبة والحكمةوالعمل الصالح وان كان هم البعض جمع المال والفلوس فالانسان الخير همه الأكبراصلاح النفوس . وان كان البعض لا هم له سواء الفرجة وانتقاد الاوضاع السائدة فيجبعلينا ان نشمر عن يد العزم ونعمل بصدق وأخلاص من أجل النهوض بمجتمعنا كل فى موقعهوحسب قدراته .
يجب ان نلتقى معا على أهدافسامية نسعى الى الوصول اليها ويجب علينا ان نتبنى مشروع وطنى يجمعنا ولا يفرقناويبنى بلادنا لا يهدمها وعلينا ان نتفق على القواسم المشتركة والقيم الاخلاقيةوالروحية القادرة على بناء مجتمع ينعم فيه الجميع بالعدل والامن والحياة الكريمةدون تحيز او تمييز دينى او عرقى او سياسى. لقد انبهر العالم عند قيام ثورة 25 يناير وفى ظل غياب الامن من التلاحم الشعبىفى كل شارع وحى ومدينة للحفاظ على الامن والاعراض والممتلكات وتأمين لقمة العيشحتى للفقراء المعدمين . فلماذا لا يستمر هذا التعاون ويدوم فى ظل وجود السلطةوالنظام . ان ثورة الشباب لم تظهر نتائجها على ارض الواقع بعد ونحن فى حاجة لمذيدمن الوقت والعرق والكفاح والصبر والتعاون والتصميم حتى ما تستقر الامور الامنيةوالسياسية والاقتصادية . يجب ان نتعلم أداب الحوار واحترام المعارضة والمحتجينوتفهم مطالبهم والسعى لاستعادة سيادة القانون دون أعمال شريعة الغاب أو القمعوالارهاب .
نحن فى حاجة الى ثورة أخلاقية .. لا بالتظاهرات أو الشعارات ولكن بمراجعةالذات وتبنى واعلاء قيم الامانة والعدالة والمساوة والتعاون والحرية والمحبةواحترام القانون والنظام ومعاقبة المفسدين ومكأفاة الامناء . نحن نحتاج للعملالدؤوب لمحاربة الجهل والفقر والمرض والظلم .
ان انتصار الانسان علىذاته ونزواته وضبطه لنفسه هو اعلى درجات الانتصار والحكمة ولكى يبقى الامل حياً فىالنفوس نحتاج لرؤية خطوات سريعة وحازمة وملموسة لاستعادة الامن والأمان وتنفيذالقانون على كل من تسول له نفسه بترويع المواطنين وسلب ممتلكاتهم .وادارة طوارئوازمات على عدة مستويات وطنية لحل مشاكل وازمة المجتمع من أقتصاد ينهار الى شوارع تسير فيهاالعربات بسرعة السلحفاء الى بطالة متفاقمة وتعليم يترنح بدون طلبة فى المدارس ، واسر تئنتحت ثقل الدروس الخصوصية . الى غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار .
نحتاج للشجاعة الادبيةللأعتراف بالاخطاء سواء على المستوى الشخصى أو المستوى العام من المسئولين ومن ثمتصحيح المسيرة والتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة لاوضاعنا .
ولهذا ايضاً يجب ان تسلم الأمانةالى رئيس منتخب يقود دفة البلاد نحو الخير والبناء والاصلاح .
الأمل والرجاء المتجدد فى حياتنا ..
الانسان المؤمن كلما زادت عندهقوة الأمل الرجاء كلما أنعكس هذا على حياته العملية وظهر فى تفكيره وسلوكه نتائج الأمل وثماره الصالحة في حياتنا..
الإيمانوالرجاء والامل يعطينا قوة وغلبة وكماقال السيد المسيح {ان كنت تستطيع ان تؤمنكل شيء مستطاع للمؤمن} (مر 9 : 23). ان منتظروا الرب لا يخزون ابدا { واما منتظرواالرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون}(اش 40 : 31). يجب ان نتغلب على الضعف والخوف والجهل فالرجاء يجعلنا ايجابيين فى الحياة نثق ان بعدظلمة الفجر الحالكة لابد من ان يشرق لنا شمس البر والشفاء والخلاص معها . لنا رجاءفي الله ان يهبنا الخير ويقود خطانا للسلام والامن والايمان وهو الذى قال مباركشعبى مصر وقادر ان يتمم وعده فينا وبنا ولكن علينا ان نعمل ونطلب من الله ان يسددللخير خطانا.
الرجاء والامل يثمر فينا عدم خوف وطمأنينة .. فنحن نثق فى الله القادر على كل شئ. قد يخافالانسان الذى لا يثق فى الله ورعايته اماالمؤمن فواثق حتى لو كان فى بطن الحوت كما كان يونان فى بطن الحوت ونجا من الموت {ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة }(طو 13: 8). {اذاً يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين،مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب}1تس 3:1.
الفرح فى كل الظروف .. اننا عندما نضعالله امامنا ويحلّ بالإيمان فينا فانالضيقات تختفي والاتعاب تزول ويكون الله فرحنا ورجاءنا {فرحين في الرجاء صابرين فيالضيق مواظبين على الصلاة } (رو 12 : 12) انْ من يتطلع إلى الله والسماء ، لابد أنيمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنااكثر فاكثر ثقل مجد ابديا} (2كو 4 : 17). فلنتمسكاذا بالرجاء والأمل وليكن لنا إيمان راسخ فى الله { لنتمسك باقرار الرجاء راسخالان الذي وعد هو امين }(عب 10 :23).ونعمل معا من أجل عام جديد بأمل فى مستقبل أفضلونتفائل بالخير ونعمله فنجده ونحيا سعداء به .