sxc.hu
الكتابة تفرغ الشحنات السلبية وتزيد من ثقة الإنسان بقدراته
ثمة مثل روسي يقول "مهما كررت كلمة سكر فلن تشعر بطعم الحلاوة". لكن الكثيرون منا يلجأون الى تكرار كلمات تحمل معان طيبة، أملاً بتعويض النقص بالإطراء من قبل الآخرين من خلال ما يعرف بالحديث الإيجابي الذاتي، أي حين يوجه الشخص لنفسه عبارات في مديح النفس، مع التركيز على قدراته التي تميزه عمن حوله والمواهب التي يتمتع بها والنتائج التي يمكنه تحقيقها.
لكن العلماء يؤكدون ان هذه الوسيلة تجدي نفعاً في حال كان الشخص على قناعة تامة بما يقول، ولا يكيل عبارات المديح لنفسه كالببغاء الذي يردد كلمات لا يفهم معناها او مغزاها.
وينصح علماء النفس قبل ممارسة الحديث الإيجابي الذاتي بالعودة الى أسلوب قديم نسبياً يمنح الإنسان المزيد من الثقة بالنفس، لقي انتشاراً واسعاً لدى الكثيرين في بداية سبعينات القرن المنصرم، وتحديداً الكتابة، او العلاج بالكتابة. ويؤكد المختصون ان الكتابة تسهم بنقل مخاوفنا من العقل الى الورق، الأمر الذي من شأنه ان يساعد على استعادة التوازن النفسي، ومن ثم التخلص من المخاوف والأحاسيس السلبية التي تنتاب الإنسان.
ويقسم العلماء هذ المخاوف الى ما نتمكن من الشعور به وتحديده عبر الوعي، والى ما يختبئ من مخاو ف في اللاوعي، مع الإشارة الى ان الدماغ يتكون من خلايا إما تكون مشحونة بشحنات سلبية إما إيجابية، وانه كلما زاد عدد الخلايا المشحونة بالمعلومات والمشاعر السلبية، فإن ذلك سيؤدي الى تقليص فرص الدماغ بتقبل ما هو إيجابي، لذلك يجب تفريغ الدماغ من الشحنات السلبية بقدر الإمكان وبانتظام.
ويلفت العلماء الى ان تفريغ الدماغ من الأفكار السلبية لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة في اليوم، وذلك من خلال تجسيد الهواجس المثيرة للقلق عبر كتابتها على ورقة، مهما بدت بالنسبة للإنسان ثانوية او حتى سخيفة. فإذا كان "الكتاب خير جليس" فإن الكتابة جليس لا يقل خيراً كما يؤكد العلماء.
ويلفت المختصون الى انه وبعد القيام بهذه الخطوات تزداد ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته، خاصة اذا استشعر ان وجوده مهم بالنسبة لشخص ما، وانه عنصر فعال ومفيد في محيطه، وعمل على تحقيق الرضا الداخلي والنظر للحياة بعين التفاؤل دائماً، إنطلاقاً من ان "تفاؤلوا بالخير تجدوه".