هذا الكتاب عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بصفة عامة، أو عن القيامة العامة لجميع الناس في اليوم الأخير..
لماذا القيامة؟
وما هي أعماقها الروحية، والدروس التي توحيها القيامة لنا؟
وكيف القيامة ضرورية ولازمة،
والأسباب التي تدعو إلى ذلك..
وأيضا القيامة ممكنة، تعتمد في ذلك على قوة الله القادر على كل شيء، الذي استطاع القيامة أن يخلق الإنسان من العدم،
وهو قادر أن يقيمه بعد الموت، وهو يريد ذلك..
ويتحدث الكتاب عما هو بعد القيامة: عن الدينونة والحساب، ومجازاة كل إنسان حسب أعماله..
وأنه لابد من القيامة، لكى يمكن محاسبة الإنسان كله: روحاً وجسداً.
لأن الروح والجسد قد اشتركا معا في الخطية أو البر، فيجب أن تكون المجازة أو المكافأة لهما معاً.. بعد القيامة.
كما يتحدث في ذلك أيضاً عن السماء، وعن النعيم الأبدى، وحياة الدهر الآتى..
كما يتحدث عن الحياة والخلود، وكيف أن القيامة هي قيامة الجسد فقط. أما الروح فهى حية بطبيعتها، لم تمت حتى تقوم.
وما القيامة بالنسبة إليها، إلا عودة هذه الروح إلى الجسد الذي كانت تسكنه من قبل.
ويتحدث أيضاً عن الاستعداد للقيامة...
وهي تأملات تصلح لأى قارئ.. يمكن أن يقرأها المسلم، كما يقرأها المسيحي.
وأن يقرأها غير المتدين أيضاً. ففيها الفكر الخالص الذي يناسب الكل، دون أن تكون قاصرة على العقيدة المسيحية وحدها.
اقسام الكتاب :
1 1) القيامة معجزة ضرورية، تدل على قدرة الله اللانهائية
2 إمكانية القيامة
3 ضرورة القيامة
4 2) القيامة هي قيامة الجسد وحده، أما الروح فهي دائمة الحياة
5 أنواع الأرواح
6 الأرواح الكبيرة
7 ضباب الجسد
8 الأرواح الضعيفة
9 الأرواح القوية
10 تقوية الروح
11 3) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يهتم الله بالأجساد، ويمنحها القيامة من الموت؟
12 اهتمام الله بالجسد البشري
13 لماذا يقام الجسد؟
14 4) القيامة هي الباب الموصل للسماء
15 عدد السماوات
16 السماء هي عرش الله
17 نرفع أنظارنا إلى السماء | مذاقة الملكوت
18 تداريب الروح في المحبة
19 التعرف على الملائكة والقديسين في السماء
20 نوال إكليل البر في السماء
21 ليكن لنا فكرا سماويا خالصا
22 كنز كنوز للسماء
23 وجود الله في السماء
24 5) القيامة هي لقاء عجيب
25 القيامة هي انتقال عجيب
26 القيامة معجزة متعددة الجوانب
27 القيامة هي باب الأبدية
28 6) القيامة تعزية ورمز
29 القيامة كرمز
30 قم مثلما قام المسيح
31 7) القيامة تعلن أنه قد مات الموت وانفتح الطريق إلى الأبدية بأفراحها
32 8) القيامة تتبعها الدينونة و ساعة الحساب و الثواب و العقاب
33 حاسب نفسك، فالله رحيم ولكنه عادل أيضاً
34 9) تأملات في أهمية القيامة: الحياة والخلود
35 الجسد والروح معاً
36 كرامة الإنسان
37 فوائد أخرى للقيامة
38 الاستعداد
39 10) نؤمن بقيامة الأموات، وحياة الدهر الآتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إذ نتحدث عن القيامة، وإنما نذكر هذه المعجزات المرتفعة جداً في مستواها،
إذ كيف يمكن أن تقوم كل تلك الأجساد التي امتصتها الأرض،
وتحولت إلى تراب،
أو أكلها الدود، أو أحتراق بعضها، والبعض أفتراسه الحيوان.. كيف يقيم الله كل هذه الأجساد التي تعد بملايين الملايين،
من شتى العصور والبلاد. ويأتى بأرواحها من حيث شاء لها أن تقيم،
ويجعلها تتعرف على أجسادها وتتحد بها، وتقوم من الموت حية.. إنه أمر مذهل بلا شك..!!
2[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن كان العقل عاجزاً أمام فهم القيامة وكيف تكون، فإن الإيمان بالله وقدرته قادر على استيعاب ذلك.
فنحن نؤمن أن الله قادر على كل شئ ولا حدود لقدرته الإلهية.
ومهما كان الأمر صعباً أمام الملحدين أو غير المؤمنين، أو أمام الذين يعتمدون على الفكر والعلم وحدهما،
فليس شئ عسيراً أمام. "إن غير المستطاع عند الناس، هو مستطاع عند الله" (مر 10: 27).
إن عملية قيامة الأجساد، أسهل بكثير جداً من عملية خلقها من قبل.
الله الذي أعطاها نعمة الوجود، هو قادر بلا شك على إعادة وجودها. هو الذي خلقها من تراب الأرض،
وهو قادر أن يعيدها من تراب الأرض مرة أخرى.. بل ما هو اعمق من هذا، أن الله خلق الكل من العدم.
خلق الأرض وترابها من العدم، ثم من تراب الأرض خلق الإنسان.
أيهما أصعب إذن: الخلق من العدم، أم إقامة الجسد من التراب؟!
إن الذي يقدر على العمل الأصعب، من البديهى أنه يقدر على العمل الأسهل.
والذى منح الوجود يقدر بالحرى على حفظ هذا الوجود..
فالذى يتأمل القيامة من هذه الناحية، إنما يتأمل القدرة غير المحدودة التي لإلهنا الخالق، الذي يكفى أن يريد،
فيكون كل ما يريد، حتى بدون أن يلفظ كلمة واحدة. أو يصدر أمراً.. إنها إرادته، التي هي جوهرها أمر فعال قادر على كل شئ...
نسمى القيامة إذن معجزة، ليس لأنها صعبة،
وإنما لأن عقلنا البشرى القاصر يعجز عن إدراكها وكيف تكون..
ولكن الإيمان دائرته أوسع وأعمق.. يقبل ذلك بسهولة معتمداً على الوحى الإلهى.
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 1000 * 1277 و حجم 176KB. |
لذلك فالقيامة هي عقيدة للمؤمنين.
الذى يؤمن بالله وقدرته، يستطيع أن يؤمن بالقيامة.
والذى يؤمن بالله كخالق، يؤمن به أيضاً مقيماً للموتى.
أما الملحدون وأنصاف العلماء، فلا يصل إدراكهم إلى هذا المستوى.
إنهم لا يؤمنون بالقيامة، كما لا يؤمنون بالروح وخلودها، كما لا يؤمنون بالله نفسه
نصف الحقيقة أن الجسد قد تمتص الأرض بعض عناصره، ويتحلل جزء منه، وقد يتداخل في أجساد أخرى.
والنصف الثانى أن المادة لا تفنى. فأينما ذهب الجسد، فمكوناته موجودة، ومصيرها إلى الأرض أيضاً..
والله غير المحدود يعرف تماماً أين توجد عناصر الجسد، ويقدر على إعادتها مرة أخرى إلى حالتها، الله بقدرته اللانهائية.
وبخاصة لأنه يريد هذا، ولأنه قد وعد به البشرية على ألسنة الأنبياء. وفى كتبه المقدسة .
إذن القيامة في جوهرها، تعتمد على الله تبارك اسمه. تعتمد على إرادته، ومعرفته، وقدرته
فمن جهة الإرادة: هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت، وأن يعود إلى الحياة.
وقد وعده بالقيامة والخلود. وتحدث عن القيامة العامة بصراحة كاملة وبكل وضوح.
وما دام الله قد وعد إذن لابد أنه ينفذ ما قد وعد به.
ومن جهة المعرفة والقدرة: فالله يعرف أين يوجد عناصر الأجساد التي تحللت، وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكليها وتركيبها.
كما يعرف أيضاً أين توجد أرواح تلك الأجساد، ويسهل عليه أن يأمرها بالعودة إلى أجسادها،
ويسهل عليها ذلك. وهو يقدر على هذا كله، جل إسمه العظيم، وتعالت قدرته الإلهية. وبكل الإيمان نصدق هذا..
إن الذي ينكر إمكانية القيامة، هو بالضرورة ينكر المعجزات جملة. وينكر الخلق من العدم. وينكر قدرة الله، وقد ينكر وجوده أيضاً.
مثال ذلك الصدوقيون الذين "يقولون إنه ليس قيامة، ولا روح، ولا ملاك " (أع 23: 8). حقاً، إن عدم الإيمان بأمر ما، يؤدى إلى عدم الإيمان بأمور أخرى كثيرة.
أما المؤمنون، الذين يؤمنون بالله، ويؤمنون بالمعجزة، ويؤمنون بعملية الخلق من العدم،
يؤمنون بالقدرة غير المحدودة التي للخالق العظيم، فإن موضوع القيامة يبدو أمامهم سهل التصديق إلى أبعد الحدود.
-ضرورة القيامة
وكما أن القيامة ممكنة بالنسبة إلى قدرة الله كذلك هي ضرورية بالنسبة إلى عدل الله وصلاحه وجوده.
1- إنها لازمة من أجل العدل:
من أجل محاسبة كل إنسان على أفعاله التي عملها خلال حياته على الأرض، خيراً كانت أم شراً
فيثاب على الخير ، ويعاقب على الشر.
ولو لم تكن قيامة، لتهالك الناس على الحياة الدنيا، وعاشوا في ملاذها وفسادها، غير عابئين بما يحدث فيما بعد! وأيضاً
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 800 * 600 و حجم 54KB. |
إن لم تكن قيامة، لساد الظلم واستبداد القوى بالضعيف، دون خوف من عقوبة أبدية.
أما الإيمان بالقيامة وما يعقبها من دينونة وجزاء، فإنه رادع للناس.
إذ يشعرون أن العدل لابد سيأخذ مجراه:
إن لم يكن في هذا العالم، ففى العالم الآخر.
2 – إن الله قد وعد الإنسان بالحياة الأبدية.
ووعده هو للإنسان كله. وليس للروح فقط التي هي جزء من الإنسان.
فلو أن الروح فقط أتيح لها الخلود والنعيم والأبدى، إذن لا يمكن أن نقول إن الإنسان كله قد تنعم بالحياة الدائمة،
وإنما جزء واحد منه فقط، بينما قد حرم بالجسد.
إذن لابد بالضرورة أن يقوم الجسد من الموت وتتحد به الروح. ويكون الجزاء الأبدى للإنسان كله..
3 – ولولا القيامة لكان مصير الجسد البشرى كمصير أجساد الحيوانات!
ما هي إذن الميزة التي لهذا الكائن البشرى العاقل الناطق،
الذي وهبه الله من العلم موهبة التفكير والاختراع والقدرة على صنع مركبات الفضاء التي توصله إلى القمر،
وتدور به حول الأرض وترجعه إليها سالماً.. والذى قد قام بمخترعات أخرى مذهلة كالكومبيوتر والفاكس وغيرهما..
هل يعقل أن هذا الإنسان العجيب الذي سلطه الله على نواح عديدة من الطبيعة،
يؤول جسده إلى مصير كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهواء؟! إن العقل لا يمكن أن يصدق هذا..
إن قيامة الجسد تتمشى عقليا مع كرامة الإنسان.
الإنسان الذي يتميز عن جميع المخلوقات الأخرى ذوات الأجساد، والذى يستطيع بما وهبه الله أن يسيطر عليها جميعاً،
وأن يقوم لها بواجب الرعاية والاهتمام إذ أراد، أو أن يقوم عليها بحق السيطرة والاستخدام..
فكرامة جسد هذا المخلوق العاقل لابد أن تتميز عن مصير باقى أجساد الكائنات غير العاقلة وغير الناطقة، التي هي تحت سلطانه..
4 – والقيامة لازمة أيضاً من أجل التوزان.
ففى الأرض لم يكن هناك توازن بين البشر. ففيها الغنى والفقير، المنعم والمعذب السعيد والتعيس..
فإن لم تكن هناك مساواة على الأرض، فمن اللائق أن يوجد توزان في السماء. ومن لم ينل حقه على الأرض، يمكنه أن يناله في العالم الآخر،
ويعوضه الرب عما فاته في هذه الدنيا .
وقصة الغنى ولعازر المسكين التي وردت في الإنجيل المقدس (لو 16) تقدم لنا الدليل الأكيد على التوازن بين الحياة على الأرض، والحياة بعد الموت.
5- القيامة ايضاً لتقدم لنا الحياة المثالية التي فقدناها هنا.
تقدم لنا صورة الحياة الجميلة الرائعة في العالم الآخر، حيث لا حزن ولا بكاء، ولا فساد ولا ظلم، ولا عيب ولا نقص.
بل حياة النعيم الأبدى، والإنسان المثالى الذي بلا خطيئة.. مع العشرة الطيبة مع الله وملائكته وقديسيه. ما أجمل هذا وما أروع.
ختاماً في ظل الحديث عن هذه السعادة، نرجو لبلادنا حياة الرفاهية والرخاء والسلام،