أنا ملتزمة بوصايا الله خوفاً من العقاب في الآخرة، \.
لا
مانع أن تبدأ حياتك الروحية بالمخافة، ثم تتطور إلي المحبة. فالكتاب
المقدس يقول: " بدء الحكمة مخافة الرب " (أم 21:9)، " ورأس الحكمة مخافة
الرب " (مز 10:111). ومخافة الله لم يمنعها الكتاب. بل أنه قال " لا
تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلونه أكثر. بل
أريكم ممن تخافون. خافوا من الذى بعد ما يقتل، له سلطان أن يلقى في جهنم.
نعم أقول لكم: من هذا خافوا " (لو 5،4:12). فكرر مخافة الله ثلاث مرات..
ولكن المخافة هى أول الطريق. ثم تتطور. وكيف ذلك؟ بمخافة الله تطيعين
وصاياه. وبممارسة الوصايا، تجدين لذة فيها، فتحبين الوصايا ثم تحبين الله
معطيها. وهكذا تقودك المخافة إلي المحبة. وقد لا تكون محبة الله هى أول
الطريق عند كثيرين. ولكنها تكون قمة ما يصل إليه الإنسان من روحيات،
وتتخلل كل عمل روحى يعمله. ومن غير المعقول أن تبدئى بالقمة.. وقد يبتعد
الإنسان عن الخطية خوفاً من نتائجها. وباستمرار البعد عنها، يصبح ذلك
طبعاً فيه، ولا يبذل جهد لمقاومة مثل هذه الخطية. وبالتالى يسير في حياة
الفضيلة المقابلة لها. فلا تتضايقى من البدء بالمخافة. أعتبريها مجرد
مرحلة تتطور إلي المحبة، وتبقى بعد ذلك في القلب هيبة نحو الله، وأحترام
وتوقير وخشوع، وطاعة لوصاياه، مع وجود الحب. إن الكتاب وصف قاضى الظلم
بأنه لا يخاف الله (لو 3،2:18).