العربية نت
ألقت السلطات الأردنية القبض على مدير في أحد مصانع الملابس الذي يزوّد متاجر "وول مارت" الأمريكية وغيرها من محال التجزئة الكبرى بالملابس، بعد اتهامه من قبل موظفة باغتصابها، وبعد إعلان جماعة حقوقية عن تسجيل عدد من الاعتداءات الجنسية على عاملات في نفس المصنع.
وفي حال إثبات مزاعم الاغتصاب، فإن هذا الأمر يسلّط الضوء على صعوبات تواجه الشركات الغربية أحياناً في تقييم ظروف العمل في المصانع الأجنبية التي تقوم بتصنيع منتجاتها.
وبدأت "وول مارت" على غرار العديد من الشركات الكبرى باستخدام طرف ثالث بمراقبة مصانع مورديها والقيام بزيارات مفاجئة بعد الكشف عن سلسلة الانتهاكات العمالية المحرجة خلال فترة التسعينات، ومن ضمنها اعتماد بعض الموردين على عمالة الأطفال.
نفي وإثباتات
ووفقاً لمجموعة مناصرة لحقوق الإنسان فإن شركة "كلاسيك فاشن أباريل" الأردنية التي من بين أبرز عملائها "وول مارت" وشركة "تارغت"، شهدت تسجيل حالتي اعتداء جنسي من قبل بعض كبار مديريها على بعض العاملات في الفترة ما بعد عام 2007. لكن صاحب المصنع ومراقبين مستقلين عينتهم شركات كبرى أبدوا عدم قدرتهم على التأكد من مزاعم عاملات من سريلانكا وبنغلاديش بتعرضهم للاغتصاب لعدم تقدمهن بشكوى رسمية.
لكن يوم الجمعة الماضي، قامت امرأة بنغلاديشية تبلغ من العمر 26 عاماً، بتشجيع من المعهد العالمي لحقوق العمل والإنسان، ومقرّه الولايات المتحدة، بإبلاغ المحققين الأردنيين أنها تعرضت للاغتصاب من قبل مدير المصنع، ودعمت كلامها بفحص طبي.
وألقي القبض على المدير انيل سانثا السبت للاشتباه في اغتصاب المرأة، وتم إيداعه في السجن بانتظار محاكمته. وأكد الكولونيل محمد بدر بعين من مكتب مكافحة الاتجار بالبشر في الأردن، إلقاء القبض على سانثا. في حين، غادرت المجني عليها البلد بعد تركها عملها.
وكان سانثا الذي يحمل الجنسية السريلانكية قد صرح في مقابلة صحافية، بأنه "ليس هناك أي دليل على مزاعم الاغتصاب"، مؤكداً أنه "مستعد للقسم بأنه لم يقم أي علاقات جنسية مع نساء في الأردن".
سمعة المصنع
وبدوره، قال المتحدث باسم "وول مارت" كيفن جاردنر، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "إنه فيما يتعلق بادعاءات الاغتصاب، نحن في انتظار نتائج التحقيق من الجهات الأردنية"، بينما أشار مالك الشركة سامال كومار إن "سانثا بريء، ادعاءات الاغتصاب تهدف إلى تدمير سمعة مصنعي".
وتحول الأردن إلى مغناطيس لشركات تصنيع الملابس منذ عام 2001، بعد توقيعه اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة تسمح للشركات الامريكية باستيراد البضائع من الأردن بدون تعريفات جمركية. ويقوم بتصنيع الملابس عاملون وافدون من دول مثل بنغلادش وسريلانكا والصين، يعملون بأجور متدنية.
وأعلنت مجموعة المدافعين عن حقوق العمال أن عاملين سابقين في "كلاسيك فاشن" زودوها بمعلومات عن أكثر من 12 حالة اغتصاب عاملات نفذها مديرو الشركة.
وأكدت "وول مارت" تلقيها معلومات عن مزاعم الاعتداء الجنسي في عام 2006، ولكن مراقبو الشركة ووزارة العمل الأردنية لم يستطيعوا إثبات ذلك.
يشار إلى أن المصنع الأردني يزوّد "وول مارت" بملابس "دانسكين ناو" التي تباع حصرياً في متاجر الشركة الأمريكية.
كما لفتت شركة "هانز براندس" الأمريكية، التي تعتمد على المصنع الأردني لإنتاج الألبسة الرياضية من ماركة C9، إلى أنها سمعت بمزاعم الاعتداء الجنسي خلال إضراب عمالي في عام 2008، لكنه لم تتمكن من التأكد منها.
وبدوره، رأى رئيس المعهد العالمي لحقوق الإنسان والعمال تشارلز كيرناغان، ضرورة استخدام كاميرات المراقبة في المصنع الأردني لضمان امتثاله لمطالب حقوق الإنسان.
وقال نائب رئيس "هانز براندس" للمسؤولية الاجتماعية كريس فوكس، إن الشركة تراقب عن كثب منشآتها، بالطبع لايزال هناك أشخاص ليسوا شرفاء في المصنع، لكن وجود مراقبين ينظمون زيارات دورية للأردن يحدث فرقاً كبيراً.
وأكدت شركة "تارغت" أنها تأخذ الوضع في "كلاسيك فاشن" على محمل الجد، وستتخذ خطوات لأزمة لمعالجة أي انتهاكات".
ويطمح العديد من العمال الآسيويين إلى العمل في الأردن لجني المال والعودة به إلى الوطن. ويقوم كثير منهم ببيع أراضيهم واقتراض المال من العائلة لدفع الرسوم اللازمة لتأمين عقود عمل في الخارج. ويضطر الكثير من النساء العاملات في "كلاسيك فاشن" إلى تحمل مصاعب العمل، فلا خيار أمامهم سوى البقاء لتسديد ديونهم.