بـسـم الـلـه الـرحـمـن الـرحـيـم
اقـرأهـا . . رسـالـة مـن الأخـت كـامـيلـيا . . وصـلتـني
----------------------------
إلـيك نـص الرسـالة :
[ أخـي . . .
أخـي يا مسـلم ، يا من أسـلم لـلـه قـلبه . . .
أحقـا كنـت صادقـا فيـم سألتـني عـنه ؟
أحـقا ترغـب في معـرفتي ما أنا علـيه الآن ، وما أنـا فيـه ؟ . . .
لم تـود ذلك . . ؟
أخـي . .
لم ترغـب فـي ذلـك . . ؟
هـل يا تـرى تـود أن تخـطو كابـن العـاص حيـن حـرر المصريين من الإستعـمار الرومـانـي ؟
أم يا تـرى ستـقف في بـاحة الـقـاهـرة وتقـود الجـيوش ليفكوا قيدي . . . ؟
أخـي . .
أجـب عن نفسـك قـبل أن أجيـبك . . . قبـل أن أجيـب قلـبك وعينـيك . . .
أخـي . .
لم نـحن مستضعـفون . . . لم نحـن مقهـورون . . . لم نحـن منكـسرون . . . أليسـت مصـر مسلـمة . . أليس يقـودها سبعـون ملـيون مسـلم . . ؟
أخـي . .
أليـس الإسـلام علـمنا الولاء والبراء . . . أليس الإيـمان يدعون للوحـدة والـعصمة . . أليـست نصـرة الديـن واجبـة . .
أخـي . .
إذا كانـت إجابـتك : نعـم كل ذلك يدعـون إليه الإسـلام . . . فلم إذا سلمـني شيـوخ الأزهـر وعلمـاؤه للأقـباط . . . ولم رضـي المسـلمون بذلـك . . ؟
هاجـرت بدينـي ونفسـي ومالـي . . . لأسـلم . . . فلم يفعلـون بي ذلك . . ؟
أخـي . .
لم يسلـموني للأقـباط . . كلا . . وإنما سلـموني . . إلى فرعون وقارون . .
أسمعـت عن فرعـون ؟ . . . هل سمعـت ما فعل بماشطـة آل بيته . . وهل نبئـت بما فعل بآسيا بنت مزاحـم . .
نعم عرفـت ما لاقـوه من العذاب وحسـسته عـندما سلمت للأقـباط . .
هتـكوا عرضـي . . وكشـفوا عـورتي . . وداسـوا كرامـتي . . وأهانـوا شـرفي . . وليتـهم عند ذاك توقـفوا . . بل أشنـع أن سـبوا اللـه ورسـوله وأنـا أسـمع . . سبوا ديني وأنا أسمـع . . ليتـني كنت نسيا منـسيا . . مزقـوا ثـيابي . . ومن قبـل مزقـوا عفـافي . .
إن نسـيت فلن أنسـى . . لن أنسى حـين وضـعوا أقدامهـم علـى رأسي وداسـوا بأقدامـهم جبيـني . . الـذي ما إن أسلـمت إلا وهو سـاجدا خاشـعا لـله . .
رجمـوني بالحجـارة . . وجلـدوني بالسيـاط . . وعلقـوني على صليـبهم . . وأشعـلوا من تحـتي النـيران . .
أمرونـي بالسـجود لصـليبهم . . فأبيـت . . . فضـربوني
أمرونـي بشـتم الـنبي الأكرم صلـى اللـه علـيه وسلم . . فأبيـت . . . فشتـموه . . وضربونـي بالمطـارق والحـديد . .
قلـعوا أظافـري وأنا صابـرة . . وأرادوا سمـل عيـني . . فصـبرت
قـالو لي - وأنا أبكـي وأصـرخ وأستـنصر - : استنـصري وادعـي . . نادي عاجـزا وعـدما . . فلن يفـعل لك شيـئا . .
فزاد بـكائي ، واشتـد صـراخي ، وعلا صـياحي :
يـا مـسـلـمـون . . .
فـضحكوا كـثيرا وقـالوا :
اصـرخي واستـنصري بهم ونادي وامعتصـماه ، فلا معتـصما في أمتـك بعد الـيوم . . .
لم تزل عبـارتهم تـتردد في أذنـي :
اصـرخي واستنـصري بهم ونادي وامـعتصمـاه ، فلا معتـصما في أمتـك بعـد اليــوم . . .
وبـعد معـاينة الـعذاب . . . رمـيت في زنـزانة مظـلمة . . سـوداء حالكة . . لا يـشق النـور طريـقه إلـيها . . ولا يسـمع لمخـلوق صـوت فـيها . .
وإذا بثـلاثة جــلادين . . تـسبق قـرع نعـالهم خطـواتهم . .
يشـتد نبـض قلـبي كلما اقـتربوا . . لم أعـد أراهـم . . إلا صـورا للـعذاب تجسـدت في هـذه المـخلـوقات . .تاه قـلبي فـزعا كلـما اقـتربت خـطا أقـدامهم . . ها هـم قـد اقتـربوا . . يكـاد قلـبي ينخـلع من جسـمي . . بل تكـاد روحـي تفـارق جسـدي . .
ألم وجــزع قد غشـيا علـي . . لا زالـت حظـوظهـما عالقـة في قلـبي . .
حتى وصـلوا . . .
وعنـدما وصـلوا . .
ألقيت بنـفسي إليهم راجيـة منـهم أن يكفـوا الـعذاب لـيلة واحـدة فقـط . .
ركعـت أتوسـل إليهـم . . . ذرفت دموع الذل والصـغار . . فلـعل أحدهـم أن يرحمـني . .
أمسكـت يد أحدهـم لأقـبلها . . كي يتـركوني ليـلة واحـدة بلا عذاب . .
ركلني ورماني . . ثم رمى إلي بمجموعة من الأوراق والقصاصات . . .
عندها لم تـكد عيـناي تقـرأ ما بـرز في تلـك القـصاصات والأوراق . . حتى خررت على قدمـي . . وانهار جسـدي . . وتفـطر قلبي . . وأسبـلت عينـي دمـوع اليأس والقـنوط . .
بكيـت كـثيرا . . . وحزنـت . . . وأطرقـت . . .
ولم أدر بأي لفظ أنطـق به . . إلا وعـلقت بشـفتي : لمـاذا . . . لمـاذا ؟ . . . يا مسلـمون . . لماذا تذرفـون دموعكم حزنـا وتبـكون أسـى على دماء الأقبـاط . . . ولم تذرفوا لي دمعـة واحدة . . .
لماذا بخلـتم بالدمـوع عـلى مسلـمة . . . وجدتـم بـها للـنصارى
. . .
هـل طابت أنفسكم أن تبـيعوني بثمـن بخـس . .
هـل طابـت أنفسـكم أن أذل وأعـذب لأنـي مسلـمة . . .
أخـي . .
لن أبكـي عليـك ولا علـى مسـلم بعـد اليـوم . .
ولن أبـكي على أمـة باتـت ذلـيلة بعد اليـوم . .
سأحبـس دموعـي وأكفكـفها لنفـسي . .
فأنا ونفسي ودموعي أحق من يرثـي الآخـر . . وأحق من يـبكي علـى الآخـر . .
أخـي . .
لـك ولكـل مسـلم . . عـش فـي ذلة ومهـانة . . فالإسـلام استـسلام . . . لا كـرامة لك بـعد اليـوم . .
وحسبـي الـلـه ونعـم الوكيـل . . . ]
كاميلـيا . . . ادفني دموعـك تحـت الرمال . . . فقد خذلـك المـسلمون . . .
أخـي . .
معـذرة كانـت هـذه خاطـرة قلب وإيحـاء جـوى . .
غـيـر أنـي بالـجـوى أعرفـهـا
وهـي أيـضـا بـالـجـوى تـعـرفـنـي
والـلـه مـن وراء الـقـصـد .
اقـرأهـا . . رسـالـة مـن الأخـت كـامـيلـيا . . وصـلتـني
----------------------------
إلـيك نـص الرسـالة :
[ أخـي . . .
أخـي يا مسـلم ، يا من أسـلم لـلـه قـلبه . . .
أحقـا كنـت صادقـا فيـم سألتـني عـنه ؟
أحـقا ترغـب في معـرفتي ما أنا علـيه الآن ، وما أنـا فيـه ؟ . . .
لم تـود ذلك . . ؟
أخـي . .
لم ترغـب فـي ذلـك . . ؟
هـل يا تـرى تـود أن تخـطو كابـن العـاص حيـن حـرر المصريين من الإستعـمار الرومـانـي ؟
أم يا تـرى ستـقف في بـاحة الـقـاهـرة وتقـود الجـيوش ليفكوا قيدي . . . ؟
أخـي . .
أجـب عن نفسـك قـبل أن أجيـبك . . . قبـل أن أجيـب قلـبك وعينـيك . . .
أخـي . .
لم نـحن مستضعـفون . . . لم نحـن مقهـورون . . . لم نحـن منكـسرون . . . أليسـت مصـر مسلـمة . . أليس يقـودها سبعـون ملـيون مسـلم . . ؟
أخـي . .
أليـس الإسـلام علـمنا الولاء والبراء . . . أليس الإيـمان يدعون للوحـدة والـعصمة . . أليـست نصـرة الديـن واجبـة . .
أخـي . .
إذا كانـت إجابـتك : نعـم كل ذلك يدعـون إليه الإسـلام . . . فلم إذا سلمـني شيـوخ الأزهـر وعلمـاؤه للأقـباط . . . ولم رضـي المسـلمون بذلـك . . ؟
هاجـرت بدينـي ونفسـي ومالـي . . . لأسـلم . . . فلم يفعلـون بي ذلك . . ؟
أخـي . .
لم يسلـموني للأقـباط . . كلا . . وإنما سلـموني . . إلى فرعون وقارون . .
أسمعـت عن فرعـون ؟ . . . هل سمعـت ما فعل بماشطـة آل بيته . . وهل نبئـت بما فعل بآسيا بنت مزاحـم . .
نعم عرفـت ما لاقـوه من العذاب وحسـسته عـندما سلمت للأقـباط . .
هتـكوا عرضـي . . وكشـفوا عـورتي . . وداسـوا كرامـتي . . وأهانـوا شـرفي . . وليتـهم عند ذاك توقـفوا . . بل أشنـع أن سـبوا اللـه ورسـوله وأنـا أسـمع . . سبوا ديني وأنا أسمـع . . ليتـني كنت نسيا منـسيا . . مزقـوا ثـيابي . . ومن قبـل مزقـوا عفـافي . .
إن نسـيت فلن أنسـى . . لن أنسى حـين وضـعوا أقدامهـم علـى رأسي وداسـوا بأقدامـهم جبيـني . . الـذي ما إن أسلـمت إلا وهو سـاجدا خاشـعا لـله . .
رجمـوني بالحجـارة . . وجلـدوني بالسيـاط . . وعلقـوني على صليـبهم . . وأشعـلوا من تحـتي النـيران . .
أمرونـي بالسـجود لصـليبهم . . فأبيـت . . . فضـربوني
أمرونـي بشـتم الـنبي الأكرم صلـى اللـه علـيه وسلم . . فأبيـت . . . فشتـموه . . وضربونـي بالمطـارق والحـديد . .
قلـعوا أظافـري وأنا صابـرة . . وأرادوا سمـل عيـني . . فصـبرت
قـالو لي - وأنا أبكـي وأصـرخ وأستـنصر - : استنـصري وادعـي . . نادي عاجـزا وعـدما . . فلن يفـعل لك شيـئا . .
فزاد بـكائي ، واشتـد صـراخي ، وعلا صـياحي :
يـا مـسـلـمـون . . .
فـضحكوا كـثيرا وقـالوا :
اصـرخي واستـنصري بهم ونادي وامعتصـماه ، فلا معتـصما في أمتـك بعد الـيوم . . .
لم تزل عبـارتهم تـتردد في أذنـي :
اصـرخي واستنـصري بهم ونادي وامـعتصمـاه ، فلا معتـصما في أمتـك بعـد اليــوم . . .
وبـعد معـاينة الـعذاب . . . رمـيت في زنـزانة مظـلمة . . سـوداء حالكة . . لا يـشق النـور طريـقه إلـيها . . ولا يسـمع لمخـلوق صـوت فـيها . .
وإذا بثـلاثة جــلادين . . تـسبق قـرع نعـالهم خطـواتهم . .
يشـتد نبـض قلـبي كلما اقـتربوا . . لم أعـد أراهـم . . إلا صـورا للـعذاب تجسـدت في هـذه المـخلـوقات . .تاه قـلبي فـزعا كلـما اقـتربت خـطا أقـدامهم . . ها هـم قـد اقتـربوا . . يكـاد قلـبي ينخـلع من جسـمي . . بل تكـاد روحـي تفـارق جسـدي . .
ألم وجــزع قد غشـيا علـي . . لا زالـت حظـوظهـما عالقـة في قلـبي . .
حتى وصـلوا . . .
وعنـدما وصـلوا . .
ألقيت بنـفسي إليهم راجيـة منـهم أن يكفـوا الـعذاب لـيلة واحـدة فقـط . .
ركعـت أتوسـل إليهـم . . . ذرفت دموع الذل والصـغار . . فلـعل أحدهـم أن يرحمـني . .
أمسكـت يد أحدهـم لأقـبلها . . كي يتـركوني ليـلة واحـدة بلا عذاب . .
ركلني ورماني . . ثم رمى إلي بمجموعة من الأوراق والقصاصات . . .
عندها لم تـكد عيـناي تقـرأ ما بـرز في تلـك القـصاصات والأوراق . . حتى خررت على قدمـي . . وانهار جسـدي . . وتفـطر قلبي . . وأسبـلت عينـي دمـوع اليأس والقـنوط . .
بكيـت كـثيرا . . . وحزنـت . . . وأطرقـت . . .
ولم أدر بأي لفظ أنطـق به . . إلا وعـلقت بشـفتي : لمـاذا . . . لمـاذا ؟ . . . يا مسلـمون . . لماذا تذرفـون دموعكم حزنـا وتبـكون أسـى على دماء الأقبـاط . . . ولم تذرفوا لي دمعـة واحدة . . .
لماذا بخلـتم بالدمـوع عـلى مسلـمة . . . وجدتـم بـها للـنصارى
. . .
هـل طابت أنفسكم أن تبـيعوني بثمـن بخـس . .
هـل طابـت أنفسـكم أن أذل وأعـذب لأنـي مسلـمة . . .
أخـي . .
لن أبكـي عليـك ولا علـى مسـلم بعـد اليـوم . .
ولن أبـكي على أمـة باتـت ذلـيلة بعد اليـوم . .
سأحبـس دموعـي وأكفكـفها لنفـسي . .
فأنا ونفسي ودموعي أحق من يرثـي الآخـر . . وأحق من يـبكي علـى الآخـر . .
أخـي . .
لـك ولكـل مسـلم . . عـش فـي ذلة ومهـانة . . فالإسـلام استـسلام . . . لا كـرامة لك بـعد اليـوم . .
وحسبـي الـلـه ونعـم الوكيـل . . . ]
كاميلـيا . . . ادفني دموعـك تحـت الرمال . . . فقد خذلـك المـسلمون . . .
أخـي . .
معـذرة كانـت هـذه خاطـرة قلب وإيحـاء جـوى . .
غـيـر أنـي بالـجـوى أعرفـهـا
وهـي أيـضـا بـالـجـوى تـعـرفـنـي
والـلـه مـن وراء الـقـصـد .