انتقد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد ما تعانيه مصر حاليا من انفلات أمني وكذلك ما وصفه بـ"الانفلات الإعلامي".. مؤكدا خطورة هذا الانفلات الإعلامي، ومشددا على أن الإعلام المصري عليه عبء جسيم ويجب أن يراعي مصلحة وطنه من تلقاء نفسه، حسب قوله.
أكد البدوي ـ خلال لقائه قيادات وأعضاء نادي "روتارى الجزيرة" اليوم الثلاثاء ـ أن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء شخصية محترمة للغاية، لكن الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة الأمور أو تسيير الأعمال، لأن الوزراء مترددون في اتخاذ أي قرار وحجتهم هى خوفهم من أن يلبسوا البدلة البيضاء أو الزرقاء، "وأقول لهم إن بعض الوزراء والمسئولين السابقين حدث لهم ذلك بسبب الفساد وليس بسبب خطأ ما في قرار".
وشدد البدوي على أن اليد المرتعشة لن تبني، والشعب المصري - على سبيل المثال- يؤيد الشرطة لأنه أحس بالفراغ الأمني، لكن الشرطة مازالت خائفة ومترددة وهو ما يشجع البلطجية" وعندنا نصف مليون بلطجي و12 ألف منطقة عشوائية يسكنها 20 مليون مواطن ومواطنة وإذا لم يشعروا بالضبط والربط فإنه سيحدث ما لا تحمد عقباه".
ورغم ذلك، أعرب البدوي عن تفاؤله تجاه تطورات الأحداث في المستقبل، وقال بلهجة واثقة: "نحن مؤهلون في مصر لممارسة الديمقراطية وسوف ترون حقيقة الشعب المصري في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسوف ترون مدى وعي وثقافة الشعب المصري في اختيار من يمثله ومن يحكمه في المستقبل".
أشار البدوى إلى أن ثورة 25 يناير في مصر والتي لم يكن لها زعيم أو قائد كانت ثورة ربانية صنعتها قلوب الشعب المصري بكل فئاته.. مشددا على أنه لم يكن هناك حزب سياسي أو حتى أي جهاز مخابرات في العالم يتوقع أن يسقط النظام الذي كان يملك العديد من أدوات البطش والترويع.
قال رئيس حزب الوفد إن حزب الوفد شارك منذ اليوم الأول في مظاهرات 25 يناير التي تحولت إلى ثورة.. مشيرا إلى أنه اجتمع يوم 23 يناير مع شباب الحزب ووافق على مشاركتهم في مظاهرات 25 يناير وكانت أول مظاهرة خرجت من حزب الوفد وظهرت في الصحف والمواقع الإلكترونية المظاهرة التي كانت تحمل أعلام الوفد.
أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أنه تعرض لضغوط شديدة من قيادات في النظام السابق، حيث تم اتهامي بأنني سوف أحرق مصر، لكنني وزملائي صممنا على موقفنا وعقدنا المؤتمر الصحفى وألقينا البيان الذى تضمن العديد من المطالب ومنها حل مجلس الشعب وسقوط شرعية النظام ولم تكن المطالب قد تبلورت فى ميدان التحرير بعد.
أوضح أن كل ما يركز عليه شباب الثورة هو الانتقام من النظام السابق الذي سقط ويحاكم، وبما أننا نثق في القضاء فإننا يجب أن نترك القضاء وسلطات التحقيق يقومون بواجبهم، ولا ننظر للخلف لأن الانتقام والتشفى لا يبنى وطنا ولا يصنع مستقبلا، خاصة أن هناك مخاطر تحيط بالثورة منها مخاطر داخلية مثل بنية الاستبداد السياسي القائمة وهي في منتهى الخطورة وتهدد بانتكاسة جديدة للثورة.
أشار إلى أن هذه البنية قائمة على أساس وجود 53 ألف عضو بالمجالس المحلية منهم 51 ألف عضو بالحزب الوطني الذي كان حاكما في السابق، وكذلك رؤساء المدن والمراكز والقرى والعمد ومشايخ البلد كلهم ينتمون للحزب الوطني وكل هذا ينذر بخطر شديد بأن هذه البنية السياسية هي التي سيقام عليها البناء التشريعي القادم في مجلس الشعب وإذا لم تفكك فالمستقبل والديمقراطية في خطر ومجلس الشعب قد يأتي مثل مجلس الشعب الذي كان في 2010.
أضاف البدوي: "كما أن ما يهدد الثورة أيضا هو طول فترة الحركة الثورية وعلى سبيل المثال فإن مدة الحركة الثورية في فرنسا امتدت 15 عاما زادت خلالها أعمال العنف والبلطجة والسطو وأصبح الفرنسيون يتحسرون على النظام السابق".
وحذر من أن مدة الحركة الثورية في مصر لو امتدت أكثر من 6 شهور من الآن فإن الشعب المصري سوف يترحم على النظام السابق لأن هناك حالة تسيب وفوضى وضعف في إدارة شئون البلاد، كما أن من المخاطر التي تهدد الثورة المخاطر الخارجية لأن هناك من لا يريد لمصر أن تصبح أكبر دولة ديمقراطية في المنطقة، فإسرائيل كانت تردد دائما أن واحة الديمقراطية في المنطقة وقيام الديمقراطية في مصر يهدد إسرائيل ومن يدافع عن إسرائيل.
الاهرام