اثارت تصريحات محامي الاخوان المسلمين صبحي صالح بشأن مطالبته بأللايتزوج الاخواني من غير الاخوانية ردود افعال واسعة ..
صبحي صالح القى بتصريحه مثل كرة اللهب في ملعب خصومه عندما قال : اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .. ووصلت ردود الافعال الى تقديم بلاغات تتهمه بقذف المحصنات ..
البشاير تلقت هذا المقال من الدكتور صفوت حسين وهو بعنوان لماذا يجب أللا يتزوج الاخواني إلا إخوانية .. ويقول:
هناك كثير من الحقائق والاعتبارات التى قد تتوارى عن الأذهان وسط حملات الهجوم المتبادل بين أى فريقين متعارضين فى الفكر والتوجه كما يحدث الآن بين الإخوان ومعارضيهم خاصة أن كثيرا من حملات الهجوم على الإخوان قائمة على التربص واقتطاع تصريحات أوكلمات معينة من سياقها العام وتحميلها أكثر مما تحتمل وافتعال معارك إعلامية مع الإخوان من حين لآخر لإرباك الجماعة والإساءة اليها ، وفتح المجال فى وسائل الإعلام المختلفة خاصة الفضائيات للأخذ والرد وشغل الناس عن القضايا الهامة التى تشغل المجتمع بعد الثورة..
ومن النماذج الصارخة فى هذا الصدد ماأثارته تصريحات الاستاذ صبحى صالح حول دعوته لزواج الإخوانى من الإخوانيات وأنا هنا لاأدافع عن هذهالتصريحات فهو أقدر على ذلك - ومابها من عبارات قد يكون أسىء فهمها ،أو جانبها التوفيق ،أو لم يتم توضيحها التوضيح الكافى على أساس أن صبحى كان يفترض أنه يتحدث للإخوان الذين قد يتفهمون هذه التصريحات على عكس الذين لاينتمون للإخوان حتى من غير المتربصين بهم والذين قد لايستوعب بعضهم هذه التصريحات وهم ليسوا كثيريين كما قد يتصور البعض لأن البون شاسع بين ماتبثه الفضائيات وبين حقيقة الشارع المصرى وموقفه من الإخوان ولو كان لحملات الأخوة الفضائيين ضد الإخوان تأثير كبير على الشارع المصرى لانتهت جماعة الإخوان أو ضعفت قوتها على أقل تقدير منذ زمن بعيد تحت وطأة هذه الحملات ولكنى هنا أود أن أتناول هذه التصريحات وكيف استقبلتها ،وكيف كان وقعها على كفرد عادى من الإخوان بالرغم من أننى ضمن ممن وصفهم صبحى بالفلوطة
!!!
وفى البداية أود أن أوضح بعض الحقائق من الواقع العملى من خلال معايشتى للإخوان منذ انتميت - ومازلت - إليهم على مدى سنوات طويلة
- إن الإخوان ينزلون الناس منازلهم ويقدرون غيرهم حق التقدير وفى كثيرمن المؤتمرات والندوات والفعاليات التى يعقدونها كان الإخوان يقدمون
غيرهم على أنفسهم ،وكثيرا ماتصدرت شخصيات غير إخوانية قوائمهم الانتخابية فى الانتخابات المختلفة
- إن الإخوان تجمع بشرى وليس تجمع ملائكى يتفاوت وتتابين قدرات أعضائها ودرجة التزامهم الدينى مثلهم مثل الطالب فمنهم من يحصل على تقدير مقبول وهناك من يحصل على تقدير جيد وهكذا مثلهم فى ذلك مثل باقى المجتمع
- لو كان الإخوان ينظرون الى الآخرين نظرة دونية لانفض الناس من حولهمفكيف يعطى الناس تأييدهم لمن يتعالون عليهم !!!
- من الأقوال المأثورة للشيخ حسن البنا والمتداولة بين الإخوان قوله "كممنا وليس فينا وكم فينا وليس منا " وكثيرا ماتستخدم هذه الكلمة داخل
الإخوان وفى مجالسهم الخاصة لتقريع ولوم بعض الإخوان لتراخيهم وضعف
عزيمتهم مقارنة بغيرهم الذين هم أكثر التزاما من البعض داخل الإخوان
- لاحاجة للقول أن الحقائق السابقة تنطبق على الرجال والنساء وفيما يتعلق بالنساء تحديدا لأن الموضوع يتعلق بهن فأؤكد أنه لايوجد نظرة دونيةأوعنصرية أوفاشية ،أوغير ذلك من المصطلحات الكبيرة التى ربما لايدركها
الكثيرون (بسطوها شويه!!! ) لأن معنى ذلك ببساطة أن يسىء الإخوانى الى شقيقاته وأقربائه وزوجات الإخوان من غير المنتميات إلى الجماعة
إنه لايوجد داخل الإخوان أى إلزام للإخوان بالزواج من إخوانية أو إلزام
زوجة الإخوانى غير الإخوانية بالانتماء للجماعة وهذا واقع عملى مشاهد
وأكتفى بضرب مثليين فقط فى هذا الصدد لما لهم من الشهرة والذيوع الأول زوجة د عبد المنعم أبو الفتوح الذى أعلن بنفسه على قناة دريم أن زوجته لاتنتمى للإخوان ،والمثال الثانى زواج ابن القيادى الإخوانى نبيل مقبل من ابنة الفنان عادل امام، بل إن تصريحات صبحى نفسها تؤكد أن زواج الإخوانى من خارج الإخوان هو أمر شائع وإلا لماذا كان انفعاله وحثه الإخوان على الزواج من الإخوانيات
قد يتساءل سائل إذا كان الأمر كذلك فمن أين جاءت تصريحات صالح إذن؟الواقع أن تصريحاته تعود الى أدبيات جماعة الإخوان نفسها التى تفضل
زواج الإخوانى من الإخوانيات ليس لأنهن أفضل من الآخريات أوأن الآخريات
أدنى منهن ولكن لأسباب واعتبارات عملية ودعوية وأمنية واجتماعية تحتاج
الى نوع من التفصيل
- فالمنتمى للإخوان سواء من الرجال أو النساء يتربى داخل الجماعةمن خلال مناهج تربوية وثقافية تضعها الجماعة وبالتالى فالأقرب للإخوانى
من الناحية النفسية والفكرية من تشاركه نفس الفكر والمنهج ، وهو أمر
لايقتصر على الإخوان فكثير من الزيجات تقوم على التقارب بين أطرافها سواء من حيث الفكر أو البيئة الاجتماعية أوطبيعة العمل أو لعوامل أخرى ولهذا تنتشر الزيجات بكثرة فى بعض الأوساط مثل الوسط الفنى والوسط الصحفى والإعلامى بصفة عامة
- كثرة اللقاءات التى تجمع الإخوان مما يخلق رابطة قوية فيما بينهموبالتالى عندما يقدم شاب من الإخوان على الزواج ويطلب من إخوانه مساعدته فى البحث عن زوجة فإن الأقرب أن يرشحوا له زوجة من الأخوات أو من بنات الإخوان
- إن المنتمى للإخوان قد يجد صعوبة فى الزواج من خارج الإخوانيات بلوأحيانا كثيرة من الإخوانيات اللاتى لاينتمين لأسر إخوانية إما خوفا
ممايعتقدون أنه تشدد من أعضاء الجماعة أو خوفا وهذا هو الأغلب والأعم من الناحية الأمنية ومايتعرض له الإخوان من اعتقالات ومطاردات أمنية فضلا عن التمييز الشديد الذى يتعرض له الإخوان والذى يفوق أى نوع آخر من أنواع التمييز مثل التمييز الدينى الذى يستأثر بالصخب الإعلامى - وإن كان كل أنواع التمييز مرفوضة بطبيعة الحال - وهذا التمييز لايقتصر على أفراد الإخوان بل يمتد إلى أقربائهم ويحرمهم من الالتحاق ببعض الكليات مثل الكليات العسكرية وكلية الشرطة وكذلك الحرمان من شغل بعض الوظائف مثل النيابة والقضاء والسلك الدبلوماسى وتولى المناصب القيادية بصفة عامة
- إن بعض التكاليف الدعوية تتطلب أن تكون بيوت الإخوان مفتوحة أمامالإخوان حيث تكون بمثابة مقار للجماعة تقام بها الكثير من اللقاءات
وأحيانا المبيت ، كما تتطلب تواجد الأخ لفترات طويلة خارج المنزل وأحيانا
المبيت خارجه وهذا الأمر تتفهمه بسهولة الأخوات خاصة اذا كن من أسرة
إخوانية اعتادت على هذه الأمور كما أنها تعلم مسبقا أنها ستواجه مضايقات
أمنية عند تقدمها لوظيفة من الوظائف أوفى مجال عملها إن كانت تعمل بالفعل كما أنها مهيأة نفسيا وتعلم مسبقا أنه من الممكن ان يعتقل زوجها وأبنائها فى أى وقت
- إن البعض من خارج الإخوان قد يحجمون عن الزواج من الإخونيات خشيةالناحية الأمنية خاصة اذا كانت تنتمى لأسرة إخوانية معروفة مما قد يسبب
له مضايقات كثيرة ويحرم أبنائه من دخول بعض الكليات وتقلد بعض الوظائف كما أن زواجهن من خارج الإخوان قد يعوق نشاطهن فى مجال الدعوة فقد يرفض بعض أزواجهن هذا النشاط
- إن زواج الإخوانى من خارج الإخوات قد يسبب مشكلات زوجية نتيجة عدم تقبل البعض منهن بعض الأوضاع والمخاطر المترتبة عليه رغم علمهن المسبق بهذه الأمور ولكنها فى المحك العملى قد لاتتحمل هذا الوضع مما يثير الكثير من المشكلات الزوجية ولهذا يفضل البعض عدم المخاطرة ودخول لعبة الاحتمالات
،ولهذا وبالرغم من أن الأخ الذى يتقدم لغير الإخوانية معروف الانتماءبالنسبة لها خاصة فى الأماكن الريفية التى يعرف الناس فيها بعضهم البعض فإننى كنت أنصح من يتقدم بالزواج من خارج الإخوانيات أن يتحدث معها بوضوح ويشرح لها التحديات التى يمكن ان تواجهها فى حياتها ،أما اذا كانت لاتعرف انتماء المتقدم إليها بوضوح فيجب أن يوضح لها من باب الأمانة انتمائه والمخاطر الذى يمكن ان تترتب عليه حتى تكون على بينة من أمرها ،وأذكر أننى عندما تقدمت لزوجتى وهى من خارج الإخونيات فإن انتمائى كان واضحا كل الوضوح بالنسبة لها ليس ذلك فحسب بل تطوعت بعض الفتيات ممن يحبون الخير- وهن كثيرات هذه الأيام ! !!- بتحذيرها أوتنبيهها - والله أعلم بالنوايا
- من أننى إخوانى متعصب ، وبالرغم من تحفظى على حكاية متعصب دى . . إلا أننى سعدت بهذا الوصف فى هذا السياق حتى تصل إليها أقصى صورة ممكن تخيلها عن إخوانى ومتعصب كمان!!!
- إن بعض مبرارات الذي يدعون إلى ز واج الإخوان من الأخوات فى حاجة إلى إعادة نظر بعد الثورة وماحققته من حريات
وفى النهاية أود أن أسئل بعض الأصوات النسائية التى تحدثت عن عنصريةوجيتو الإخوان وإساءتهم لباقى النساء ماذا لو تقدم إليك أو لإبنتك عريس
من الإخوان أو طلب منك أخوك اوابنك الزواج من إخوانية كيف يكون
موقفك ؟
ألن يكون هناك الكثير من التردد على أقل تقدير ؟!!بالمناسبة مامعنى كلمة فلوطة !!!
د صفوت حسينمدرس التاريخ الحديث والمعاصر
كلية التربية – جامعة دمنهور