الأب يحكى مأساته لصحفى "اليوم السابع"
كتب أحمد حربى تصوير عمرو دياب
"لعل أصعب ما فى الحياة أن تفقد أعز ما تملكه فى لحظة واحدة.. ثمرة وجودك وبقائك فى الدنيا.. الشىء الذى لا يمكن تعويضه ومن الصعب أن يكون له بديل آخر.. ابنى الوحيد "ضاع" منى أمام عينى.. والقانون والداخلية لم ينصفانى فى رحلة عذابى منذ 3 سنوات.
بتلك الكلمات البائسة التى تنبثق منها رائحة الألم، بدأ "صالح محمد صالح" (37 سنة) بائع موبليليا حديثه إلى "اليوم السابع"، وقال إن الواقعة تتلخص فى خلافات زوجية نشبت بينه وبين زوجته "مروة. ع. ك"، بسبب تدخل والد الزوجة "حماة"، فى حياتهما بطريقة غريبة، وانتهت بطلب الزوجة الطلاق، الذى تم تنفيذا لرغبتها، إلا أنها احتفظت بالمولود الصغير، وسرعان ما قامت ببيع منزلها، واختفت تماما فى ظروف غامضة.
القصة التى تدمى القلوب وتدمع لها العيون، بدأت تفاصيلها منذ عام 2003، حسب ما أكد الزوج، والذى قال، تعرفت على مروة فى محل الموبيليات الذى أعمل به بمدينة نصر، أثناء زيارتها للمكان بغرض شراء بعض الأجهزة، ونشأت بيننا علاقة عاطفية منذ اللقاء الأول، وتعارفنا على بعض فى خلال أيام قليلة، واتفقنا على الزواج بعد 4 أشهر فقط من التعارف، حيث كان زواجا سريعا.
ويضيف قائلا، الحياة كانت تسير على ما ينبغى وأنجبت طفلى الوحيد محمد، الذى ملأ علينا الدنيا فرحا، وكان هو أغلى ما أملكه، ولكن لاحظت تواجد والد زوجتى بصورة دائمة فى شقتنا الكائنة بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، حيث كان يصر على المبيت معنا يوميا، وادعت زوجتى رغبته فى المبيت بسبب وجود خلافات زوجية بينه وبين والدتها، وتبين بعد ذلك أنه هارب من أحكام قضائية، وكان يريد الاختفاء بعيدا عن أعين رجال المباحث، إلا أنى اكتشفت الأمر بنفسى ومنعته من دخول منزلى.
وتابع بائع الموبليليا، كان هذا هو بداية الخلاف بينى وبين زوجتى التى أصرت على ضرورة تواجد والدها معا، وهو ما قابلته بالرفض، فتوجهت نحو المحكمة لرفع دعوى طلاق، وحاولت إقناعها أكثر من مرة بالبقاء، والعدول عن الطلاق، إلا أنها أصرت على الانفصال، مما دفعنى إلى تطليقها مباشرة، استجابة منى بناء على رغبتها.
واستطرد قائلا: ذهبت بعد عدة أسابيع إلى منزلها الكائن بشارع محمد حسنين هيكل بمدينة نصر، إلا أن صاعقة من السماء نزلت عليا عندما علمت من البواب أن أسرتها قامت ببيع الشقة، وسافرت إلى مكان آخر غير معلوم، من يومها ولم أذق للراحة أو للنوم طعما، ولم أشعر بارتياح نهائيا، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن طفلى الوحيد، رحلة العذاب الشاقة، التى شهدتها أروقة المحاكم، حيث قام محامى مطلقتى برفع عدة دعوى قضائية تطالب بالنفقة والمتعة ووالعدة والتمكين، إلا أن عنوانها غير معلوم، والمحامى يحضر عنها دائما.
وقال صالح، قمت بتحرير محضر حمل رقم 22 أحوال قسم القاهرة الجديدة، كما أنى تمكنت من الحصول على حكم قضائى فى الدعوى رقم 386 لسنة 2008، من محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، والتى قضت حكمها لصالحى برؤية ابنى محمد مرة واحدة كل يوم خميس لمدة 3 ساعات فى الحديقة الدولية بمدينة نصر، إلا أننى لم أتمكن من تنفيذ الحكم، نظرا لعدم وجود مكان لإعلانها عليه، ولعدم الاستدلال على عنوان مطلقتى التى تحتضن طفلى محمد 7سنوات حاليا.
واختتم الأب المكلوم حديثه قائلا، أناشد المستشار النائب العام، واللواء وزير الداخلية بضرورة التدخل للبحث عن ابنى، الذى غاب عنى منذ 3 سنوات، لكى أتمكن من رؤيته حتى ولو مرة واحدة كل شهر أو شهرين، لأطمئن عليه، حتى يستريح قلبى الذى لا تطفأ نيرانه إلا بعودته.