يأتي من حيث لا تظن...!!؟؟
يأتي الله بحلولٍ لا نتوقّعها ولا نظنّ أن يأتي منها الحلّ؟؟؟!!! لم يكن داود يتوقّع أو يظنُّ أنّ نجاته من يد شاول تأتي من إبن شاول وريث العرش،والمفروض أن يكون العدو الأوّل لداود!!!! لم يكن شمشون يتوقّع النجاة من الموت عطشاً من عظمة فك الحمار التي كانت بيده،فارتوت نفسه ونجا من الموت!!!
حتي الشعب وهم في الصحراء القاحلة الشديدة الجفاف والجفاء ،لم يدر بخلدهم ولا بأحلامهم أن الله قادر أن يأتي بحلول غير متوقّعة ،وإذ بالله يختار الحل الأصعب بل والمستحيل ،فيجعل الصخرة الصمّاء التي لا تحتوي علي قطرة ماء واحدة ،ينفجر منها ينابيع مياه تنقذ شعباً بأكمله من الموت عطشاً في الصحراء !!!
وحينما فقد تلميذي عمواس الرجاء وملكتهم الكآبة وتسلّط عليهم اليأس ،لم يتوقعا أبداً أن يسوع المصلوب الذي رآوه مدفوناً يقوم ويسير معهم في الطريق ،ثم يكتشفان أنه هو هو يسوع القائم من بين الأموات !!!
لم يكن يخطر ببال الرسل وهم مرتعبين وخائفين من إقتحام اليهود للعليّة التي أغلقوها بكل حرص وإحكام،أنّ الحياة حين تأتي لا تحتاج إلي أبواب ،ولا تقف أمامها أبواب حديد أو عوارض نحاس!!!! بطرس وهو منتظر تنفيذ حكم الإعدام في الغد ،ومقيّد بسلاسل ومربوط بيديه ورجليه إلي أربعة أرابع من العسكر،لم يكن يظن أن الحلّ سيأتيه من البشر،لذا راح في نوم عميق لأنه إختبر الحلول السمائيّة !!!
الكتاب كلّه ممتلئ بأحداث وحوادث ليس لها حلّ ،وكان تدخّل الله من حيث لا نظن أو نتوقّع!!! ربما لأننا قرأنا الأحداث ونعرف نهايتها،نظنُّ أنها كانت سهلة وبسيطة لأن الحل موجود؟؟ ولكن أولاد الله الأمناء وقتها لم يكن عندهم حل بشري بل كانوا يسلكون بالإيمان وليس بالعيان،فلم يرتبكوا ولم يخافوا حينما أُغلق عليهم في الكهف وشاول بقواته علي باب الكهف!!! ولم يهتزوا ويرتعبوا حينما ألقوهم في النار وفي جب الأسود !!!
كانوا دائماً واثقين أن الله عنده للموت مخارج، ولا يوجد عنده مستحيل أو مشكلة غير قابلة للحل حتي ولو مات لعازر وأنتن في القبر
بقلم : قدس ابونا افرايم ميخائيل